كيف يترجم الكاثوليك يوبيل سنة الرحمة؟ من خلال “العمل” هذا ما أخبر به الأسقف ريتشارد موث أرانديل وبريغتون في إنكلترا لأعضاء أبرشيته الأسبوع الفائت. وصرّح في 25 أيلول في رسالته الرعوية: “إنّ الأعمال الجسدية للرحمة هي ببساطة تدفّق الحب النابع من الله أبينا الذي خلقنا. نحن نعلم في إنجيل القديس متى أنّ المعيار الذي به سوف نحاسب عليه هو رحمتنا للآخرين” سائلاً المؤمنين أن يقوموا بالرحمة من خلال الأعمال الصالحة. إنّ الأعمال الجسدية هي تلك المتعلّقة بالمحبة وتلبّي حاجات الفرد الأساسية. إنها موجودة في إنجيل القديس متى وتشمل إطعام الجائعين وإرواء العطاشى وكسي العارين واستقبال الغرباء والاهتمام بالمرضى وزيارة المسجونين ودفن الموتى.
وأشار إلى أنّ “هذه الأعمال تسمى “جسدية” لأنّها تعتني بحاجات الفرد الأساسية لإخوتنا وإخواتنا. لا يمكننا أن نتمنى الخير للآخرين وندعهم يهتمّون بأنفسهم من دون رعايتهم. هذا وركّز الأسقف على هذه الأعمال بالأخص في يوبيل سنة الرحمة مشيرًا إلى أنّ أعمال الرحمة “ستكون كمقياس لحياتنا”. كما وحذّر من مغبّة أن نصبح مثل الرجل الغني المذكور في الإنجيل الذين لم يقم بشيء بل نظر إلى نفسه فحسب بينما كان لعازر يتوسّله عند قدميه ليطعمه.
وتابع بإعطاء الأمثلة من خلال ممارسة أعمال الرحمة في داخل الأبرشية مشيرًا إلى أنّ العمل التطوعي في السجون وتخصيص وقت لمن هم بحاجة وإطعام اللاجئين مثلاً هي أعمال جسدية للرحمة. هذا وركّز على الحاجة إلى “الاستماع إلى حاجات من هم حولنا”. وأضاف الأسقف بأنّ فهم الرحمة سيغذّي الدافع وراء هذه الأعمال الخيرية قائلاً “بإنّ محبة الله والقريب هي المفتاح لفهمنا للرحمة. يمكننا أن نظهر الرحمة تجاه إخوتنا وأخواتنا لأننا نعترف بهم كشعب خلقه الله بدافع المحبة ولأننا نعترف بكرامة الآخر. عندما ندرك علاقة المحبة التي تربطنا بالله لا يسعنا إلاّ أن نكون رحماء مع الآخرين”.
وفي الختام سأل الأسقف أعضاء أبرشيته أن لا يلجأوا إلى الخيارات السهلة من خلال كتابة شيك بل أن يذهبوا إلى أبعد من ذلك ويفحصوا ضمائرهم بهدف إيجاد سبل للقيام بأعمال جسدية قائلاً: “علينا أن نتخطّى قساوة قلوبنا وأن نصل إلى الجميع فيسوع دعانا إلى ذلك ولا يسعنا إلاّ أن نجيب إلى من بذل حياته من أجلنا”.