Praying in front of the Cross

Praying in front of the Cross - Pixabay - CC0

أسلحتكم في فترات الجفاف الروحيّ (2)

نصائح لمساعدتكم

Share this Entry

كنّا قد بدأنا في مقال سابق باستعراض نصائح قد تساعدكم، في حال كنتم تمرّون بفترة جفاف روحيّ، بناء على رؤية روث بايكر التي نشر مقالها موقع catholic-link.org الإلكتروني. وسنتابع اليوم ما على كلّ مؤمن أن يفعله في تلك الفترة الصعبة، بعد أن أشرنا إلى وجوب عدم الجزع ثمّ العودة إلى ما هو أساسي.

ابحثوا عن المساعدة

من الممكن أن تكونوا تختبرون جفافاً روحيّاً بسبب ألم داخليّ أو معاناة أو حتّى أزمة تمرّون بها. ولعلّكم تعرفون تحديداً ماهيّتها، أو لعلّكم تدركون فقط أنّ الأمور ليست على ما يُرام. في جميع الأحوال، عليكم الذهاب لمقابلة كاهن تثقون به، يمكنه أن يضع إصبعه على الجرح الذي يزعجكم، ويمكنه أن يطمئنكم ويساعدكم على “الشفاء”.

لا تنسوا أنّ للإفصاح عن مشكلة ما بالصوت العالي منافع، لأنّ المشاكل تتفاقم في ظلّ الصمت، فيما الإعلان عنها يخفّف من وطأتها. أمّا أصعب جزء فيكمن بالخروج عن راحتكم وفضح الأصوات التي تقول لكم إنّ مشكلتكم صغيرة أو أنّكم لا تستحقّون المساعدة. تشجّعوا وتكلّموا!

لا تهربوا من الأمر

لعلّ أصعب مرحلة من الجفاف الروحيّ هي محاولة البقاء فيه. فعندما نجد أنّ هناك ما يزعجنا، نرغب في الهرب أو التخلّص منه. وعندما نجد أنّ وقت الصلاة يطول يوماً بعد يوماً، يبدو لنا منطقياً أن نفوّته. لكنّ تجاهل هذا الانزعاج يجعله أقوى، كما أنّ محاولة إسكاته تؤدّي إلى آليّة غير صحّية بالتعامل معه. وفقط عبر ملازمة هذا الانزعاج يمكننا تحديده وعبوره بهدف الوصول إلى برّ الأمان.

إنّ القصد من المعاناة هو رحلة لا بدّ أن تنتهي، لأنّ المعاناة ليست الهدف. نحن نحتاج إلى دعم من الآخرين خلال معاناتنا، كي نكون موجودين في الرحلة التي تنقلنا إلى الجهة الأخرى.

اعرفوا أنّ الله يستغلّ هذا الوقت أيضاً

إنّ الله يستخدم هذا الجفاف الروحيّ بفعاليّة، بقدر ما يستخدم “الأوقات الجيّدة”. فهل وقت النضال والفتور أقلّ قيمة من الوقت الذي نشعر فيه بالفرح وبالهبات الروحيّة؟ قد نشعر أنّ ذلك صحيح، لأنّ قلّة التواصل مع الله هي فراغ. لكنّ هذا الوقت هو وقت نموّ وليس وقت فشل. من هنا، وعبر استعادة الأحداث فقط، يمكننا أن نرى كم تعلّمنا من وضع مؤلم ما.

ثمّ إنّ الجفاف الروحيّ، بقدر ما هو مؤلم، قد يفسح بالمجال أمام العديد من الأمور التي تعلّمنا الكثير. كما وأنّه قد يعطي الحياة، تماماً كما الواحات في الصحراء. فكلّ ما هو مطلوب منّا أن نستفيد منه، وأن نترك الباقي لله!

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير