البابا: "إرفضوا ديانة الظهور والتباهي والمظاهر!"

في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا

Share this Entry

“إنّ يسوع يسألنا أن نقوم بأعمالنا بتواضع وأن نرفض ديانة “الظهور” والمظاهر والتظاهر بالقيام بعمل ما” هذا ما قاله البابا فرنسيس اليوم في أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا لمناسبة عيد البابا القديس يوحنا الثالث والعشرين مشددًا على أنّ درب الرب هي درب التواضع.

استوحى البابا فرنسيس عظته من قراءات اليوم من رسالة القديس بولس إلى أهل غلاطية ثمّ انتقل إلى الإنجيل الذي قدّمه القديس لوقا وفيه يرد توبيخ يسوع للفريسيين الذين يعيشون على المظاهر ليس إلاّ ولا يبنونه على جوهر الإيمان. وبحسب ما ذكر إنجيل القديس لوقا، كان قد دعا أحد الفريسيين يسوع إلى الغداء عنده فدخل بيته وجلس إلى المائدة من دون أن يغسل يديه. فقال له الرب: “أيها الفريسيون إنكم تطهّرون ظاهر الكأس والصحفة وباطنكم ممتلىء نهبًا وخبثًا. أيها الأغبياء، أليس الذي صنع الظاهر صنع الباطن أيضًا؟” وكرر يسوع هذا لمرات عديدة في إنجيل هؤلاء الأشخاص: باطنكم ممتلىء خبثًا وليس صالحًا وليس حرًا. أنتم عبيد لأنكم رفضتم العدالة الآتية من الله، العدالة التي أعطاها يسوع لنا”.

ثم ذكر البابا مقطعًا آخر من الإنجيل أشار فيه إلى أنّ يسوع حثّنا على الصلاة من دون الظهور ومن دون أن نقوم بالمظاهر مستذكرًا: “وإذا صلّيتم فلا تكونوا كالمرائين فإنهم يحبّون الصلاة قائمين في المجامع وملتقى الشوارع ليراهم الناس. الحق الحق أقول لكم، إنهم أخذوا أجرهم. أما أنت فإذا صلّيت فادخل حجرتك وأغلق عليك بابها وصلِّ إلى أبيك الذي في الخفية وأبوك الذي يرى في الخفية يجازيك”.

وأضاف البابا: “إنّها الحرية الداخلية، تلك الحرية التي من خلالها نقوم بالأمور الصالحة في الخفاء من دون النفخ في البوق لأنّ درب الديانة الحقيقية هي درب يسوع: التواضع والإتضاع. وكما يقول بولس لأهل فيلبي، لقد وضع نفسه وأخلى ذاته. إنها الدرب الوحيدة التي تساعدنا على اقتلاع الأنانية والكبرياء والتبجج وروح العالم من داخلنا. إنّ أولئك الأشخاص الذين يوبّخهم يسوع يتبعون ديانات المظاهر وحب الظهور، تلك التي تقوم على الادعاء خارجيًا ولكنها فارغة من الداخل. فيسوع قال: “إنكم أشبه بقبور مكلّسة يبدو ظاهرها جميلاً إنما باطنها فممتلىء من عظام الموتى والنجاسة”.

وتابع البابا تأمّلاته ليشير إلى أنّ يسوع يسألنا أن نقوم بأعمالنا الصالحة بتواضع. قال بإنه يمكننا أن نقوم بكل الأعمال الصالحة التي نريدها إنما إن لم نقم بها باتضاع كما علّمنا يسوع فلن يكون لهذه الأعمال الصالحة أي قيمة لأنها ولدت من ذاتك ومن ثقتك وليس من الفداء الذي منحنا إياه يسوع. إنّ الفداء يأتي من خلال التواضع والإهانات لأنه لا يمكن أن يصل التواضع من دون الإهانات تمامًا مثلما حصل مع يسوع على الصليب”.

وفي الختام صلّى البابا: “لنسأل الرب أن لا نتعب أبدًا من السير على هذه الدرب وأن لا نكلّ من رفض ديانة الظهور والمظاهر والتباهي. ولنقم بالأعمال الصالحة بصمت وحرية تمامًا كما حصلنا على الحرية الداخلية بحريّة. ولنسأله أن يخفظ هذه الحرية الداخلية فينا”.

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير