ذكّر البابا فرنسيس المؤمنين بأن يتأكّدوا من حقيقة معنى الرحمة في رسالة فيديو أودى بها يوم السبت إلى المشاركين في اللقاء الدولي الرابع عشر لمهرجان “الأيدي المفتوحة” في الأرجنتين محذّرًا من عدم الخلط بين الرحمة والشفقة والعمل الخيري.
ذكّر البابا فرنسيس في رسالة الفيديو مثل السامري الصالح وكيف يجسّد الرحمة، وقال: “تأثّر القلب بالبؤس فما جرى مع السامري الصالح حصل أيضًا مع يسوع. بؤس الأرملة التي رآها يسوع، بؤس الأم وبؤس الرجل الذي اعتُدي عليه ورآه السامري الصالح. عندما توحّد قلبه بقلب المتالّم عندئذٍ حصلت الرحمة الحقيقية”.
الشفقة مختلفة
أوضح البابا بأنّ الشفقة هي مختلفة عن الرحمة “فعندما يلمس بؤس الآخر قلبي أشعر بالرحمة وهي مختلفة جدًا عن الشفقة، للشفقة شعور آخر. يمكنني أن أشفق على حيوان مجروح أو أي حالة أخرى شبيهة بها إنما للرحمة شعور آخر. فعندما يدخل بؤس الآخر إلى قلبي وأسمح للحالة أن تلمس قلبي، أقول هذا: “إنها رحلة إلى الخارج، رحلة البؤس إلى القلب وهذا هو المسار: إنها ليست برحمة إن لم تلمس القلب!”
ليست مجرّد عمل خيري
أكّد البابا على أنّ الرحمة ليست مجرّد “عمل خيري” بل إنها رحلة البؤس التي تصل إلى قلبي وأحملها في قلبي وتؤثّر فيه وأحيانًا تحرّكه لدرجة أنّه يصبح مثل البوصلة في القطب الشمالي لا تعلم أين تتوقّف بسبب ما تشعر به”. هذا وسأل البابا في الختام أن نصلّي لنحصل على نعمة الشعور بالرحمة؛ إنها نعمة وعلينا أن نتضرّع إلى الله حتى يمنحنا إياها. إنّ الطريقة الوحيدة لنشعر من خلالها بالرحمة هي اعترافنا بخطايانا وأن نشعر بغفران الرب لنا. تكون رحومًا إن شعرت بحقّ بأنك حصلت على رحمة الرب…”