مهما كان العمل الذي تقومون به، سواء كان داخل الكنيسة (كنشاطات الكهنة أو الرهبان والراهبات والمرسلين الذين يمضون يومهم بالتكلّم عن الله وبالصلاة) أو خارجها (في مكاتب ومؤسسات)، قد يقضي عملكم أحياناً على كامل وقتكم، وعلى وقت صلاتكم الشخصيّة، بحيث أنّ حياتكم الروحيّة ستتأثّر. وستجدون أنفسكم مرهقين تدخلون في نوم عميق سريعاً حتّى قبل تلاوة الصلاة المسائيّة، وقبل إدراككم أنّكم لم تمضوا الوقت المناسب الذي تمضونه عادة بينكم وبين الله. فما العمل عندها، أي عندما تتلقّون الإنذار بأنّه عليكم النظر إلى حياتكم الروحيّة التي لا تتغذّى جيّداً؟
انطلاقاً من كون المسيح فرحنا، سنطّلع معاً على 8 سبل ذكرتها روث بايكر في مقال نشره موقع catholic-link.org الإلكتروني، قد تساعدنا على تجديد الفرح في حياتنا الروحيّة، ضمن مقالين متلاحقين.
تأكّدوا من أنّ الموازنة في حياتكم صحيحة
في ظلّ انعدام الوقت و”نضالكم” للصلاة بسبب الإرهاق، عاودوا النظر إلى يومكم، وحاولوا أن تعرفوا إن كان بإمكانكم النهوض أبكر صباحاً، أو التخلّي عن شيء غير ضروري خلال النهار. وإن كان عملكم هو سبب معاناة حياتكم الروحية، عندها عليكم إعادة النظر في “موازنة” حياتكم لتعرفوا إن كانت صحيحة. لا جدوى من إعطاء كلّ ما لديكم لعملكم إن كان هذا سيمنعكم من تمضية الوقت مع الله. فعلاقتكم الشخصيّة مع الله يجب أن تحتلّ المرتبة الأولى في حياتكم لتشاطروا حبّه ورحمته، كما لتشاطروا الآخرين رسالة الإنجيل. أعيدوا النظر في جداولكم، واقتطعوا منها ما يبعدكم عن الله.
ابدأوا بكلّ بساطة… وابدأوا مجدداً إن احتجتم إلى ذلك
إن كانت حياتكم الروحيّة قد عانت حقاً، لا تحاولوا أن تعاودوا الانطلاق من النقطة التي توقّفتم عندها، لمّا كنتم تشعرون أنّ صلاتكم “جيّدة”، بل عودوا إلى نقطة البداية وببساطة. التزموا بشيء كلّ صباح، ربّما حتّى قبل النهوض من السرير، سواء كانت صلاة الصبح أو تلاوة مزمور، أو حتّى التأمّل بإنجيل اليوم. المهمّ أن تبدأوا يومكم بالصلاة! ولا تقلقوا إن كنتم تعجزون عن تمضية الكثير من الوقت في الصلاة. ابدأوا بشيء صغير، وإن فعلتم ذلك بصدق، ستصبح صلاتكم أعمق مع الوقت.
استخدموا هاتفكم الخلويّ بحذر
من المرجّح أن تكونوا تملكون هاتفاً خلويّاً تستخدمونه للعديد من الأمور المتعلّقة بالعمل. إلّا أنّ هاتفكم سيف ذو حدّين، خاصّة عندما تدركون كمّية الوقت الذي تمضونه عليه، لا بل عندما تدركون كم من وقت الفراغ لديكم أصلاً لتمضيته على الهاتف! من هنا، يمكنك أن تقصدوا أن تحمّلوا على هاتفكم تطبيقات دينيّة تتضمّن صلوات مثلاً، لتلجأوا إليها قبل النوم أو في أوقات فراغكم، أو حتّى لدى سفركم. ولا تنسوا أنّكم لستم بحاجة إلى مقاطعة صلاتكم والاطّلاع على كلّ ما يصلكم عندما تكونون “تصلّون” عبر هاتفكم!
- يتبع –