UN Geneva - Flickr - CC BY-NC-ND

البابا بندكتس السادس عشر للبطريرك برتلماوس الأول: "إنه بطريرك مسكوني بكل ما للكلمة من معنى"

في كتاب صدر في الولايات المتحدة عن البطريرك برتلماوس بعنوان “برتلماوس، رسول وراءٍ!”

Share this Entry

البطريرك برتلماوس الأول هو “بطريرك مسكوني بكل ما للكلمة من معنى” هذا ما أكّده البابا الفخري بندكتس السادس عشر في كتاب أشاد فيه بقائد الكنيسة الأرثوذكسية في القسطنطينية. تذكّر لقاءهما الأول واعترف بأنّ صداقتهما دامت حتى بعد تقديم استقالته: لقد أتى البطريرك ليزوره في دير المعلّم الإلهي حيث يقطن البابا المستقيل.

صدر الكتاب تحت عنوان “برتلماوس، رسول وراءٍ” في الولايات المتحدة لمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين على انتخابه في القسطنطينية وقد كتب البابا فرنسيس مقدّمة الكتاب وتحوي تأمّلاً من كتابة سلفه. وقد نشرت الصحيفة الفاتيكانية لوسيرفاتوري رومانو اليوم في 13 تشرين الأول نصّين بالكامل.

تذكّر البابا الفخري اللقاء الأول الذي جمعه “بهذا الرجل العظيم في كنيسة الله” عام 2002 في خلال رحلته بالقطار من روما إلى أسيزي لمناسبة اللقاء الدولي للصلاة: “كانت فكرة يوحنا بولس الثاني بأن نستقلّ القطار إلى أسيزي حتى نعبّر عن رحلتنا الداخلية (…) بالنسبة إليّ شعرت بفرح كبير عندما علمت أنّ البطريرك قد دعاني لأجلس بالقرب منه في المكان نفسه وهكذا يمكننا أن نتعرّف إلى بعضنا أكثر فأكثر”. وكان الكاردينال جوزف راتزينغر (البابا بندكتس السادس عشر) عميد مجمع عقيدة الإيمان وقتئذٍ.

من القلب إلى القلب

يعترف البابا بندكتس السادس عشر: “لقد تأثّرت كثيرًا بانفتاح وعاطفة هذا البطريرك. لم نبذل جهدًا كبيرًا للتقارب من بعضنا بعضًا. إنّ انفتاحه الداخلي وبساطته كانتا توحيان بسروره”. وتابع: “كان يجيد تحدّث اللغات الأوروبية الأساسية إلى جانب اللغتين الفرنسية والإنكليزية إنما أيضًا اللغتين الإيطالية والألمانية. لقد تفاجأت كثيرًا عندما علمت أنه يجيد حتى اللاتينية ويعرف كيفية التعبير عما يريد بتلك اللغة. من هنا، استطعنا أن نتحدّث من القلب إلى القلب ومن الروح إلى الروح”.

وأكّد البابا بندكتس السادس عشر بإنّ البطريرك برتلماوس الذي تعلّم في ميونيخ وروما يعلم كيفية التعاطي “مع ثقافات كثيرة”. إنّ فكره العميق هو “مسيرة يقوم بها مع الآخرين ونحوهم، وهي لا تدلّ على أي نقص في الاتجاه… لقد كان متجذّرًا بالإيمان بيسوع المسيح وهذا ما لم يعيق انفتاحه على الآخر لأنّ يسوع يحمل معه كل الحقيقة. في الوقت نفسه، كان هذا التجذّر يحمينا من الانزلاق في العبث والغرور الفارغ لأنه يحفظنا في الحق الذي ينتمي إلى الجميع ويريد أن يكون الطريق نحو الجميع”.

بالنسبة إلى البابا الفخري، إنّ شخصية البطريرك المسكوني تنكشف منذ اللقاء الأول معه: “السير نحو هدف ما؛ العيش ضمن الأبعاد الكبيرة للثقافات؛ العيش في اللقاء وهي مرتكزة على أساس اللقاء الجوهري مع الحقيقة التي هي يسوع المسيح”.

التزام من أجل الخليقة

أشاد البابا بندكتس السادس عشر “بمحبته للخليقة والتزامه بها” وأشار إلى أنّ البطريرك المسكوني يطبع سمة أساسية في رسالته الكهنوتية لأنّ الكنيسة هي جامعة بمعنى أنها تجمع كل الحقيقة. إنّ المسيحي يسعى لأن تصل بشرى الخلاص للخليقة أجمع. وأضاف: “إنّ قداسته برتلماوس هو بطريرك مسكوني بحق وبكل ما للكلمة من معنى وهو بالتعاون الأخوي مع البابا فرنسيس، يحقق خطوات مهمة في درب الوحدة”.

صداقة تدوم

“إنّ انتخابي كخليفة بطرس قد كشف لي بعدًا جديدًا للقائنا الشخصي” مشددًا على “مسؤولية الإيمان في العالم ومسؤولية تحقيق وحدة المسيحية المنقسمة التي تشكل جزءًا من الخدمة التي نقوم بها”. واعترف البابا الفخري بأنه وبعد استقالته “بقي قريبًا جدًا من البطريرك وبأنه أتى ليزوره في ديره الصغير: “في زوايا كثيرة من بيتي يمكنكم أن تجدوا ذكريات تشاركتها معه”.

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير