“يشعر المسيحيون دائمًا بحاجة أن يُغفَر لهم وهم في مسيرة دائمة نحو الالتقاء بالله” تلك كانت كلمات البابا فرنسيس اليوم في خلال عظته الصباحية من دار القديسة مارتا مفصّلاً صورة المسيحي الصالح الذي وبحسب ما قال، عليه أن يشعر دائمًا ببركة الرب المُغدَقة عليه وأن يواصل صنع الخير.
قال البابا اليوم: “المسيحي هو مبارك من الآب، الله” مستوحيًا من رسالة القديس بولس إلى أهل أفسس (1: 1 – 10) وهي القراءة الأولى من قراءات اليوم. وركّز على “سمات هذه النعمة” لدى المسيحي موضحًا بأنّ “المسيحي هو شخص مختار”.
“لقد اختار الآب كل واحد منا وأحبّنا ومنحنا اسمًا، دعا كلّ واحد باسمه… لقد اختارنا الآب وانتظرنا”. وقال: “فكّروا بثنائي متزوّج ينتظر مولودًا: “ما عساه أن يكون؟ كيف ستكون ابتسامته أو ابتسامتها؟ كيف سيتحدّث؟” وتابع البابا: “أنا أجرؤ أن أقول أنّ الآب قد حلم بكلّ واحد منا تمامًا مثلما يحلم الأب والأم بطفلهما المنتظر. وهذا ما يمنحكم الأمان. لقد أرادك الآب أنت وليس حشد الناس، كلاّ! أنت، أنت! كلّ واحد منا. والأساس هو ركيزة علاقتنا بالله. نحن نتحدّث عن أب يحبّنا، اختارنا ومنحنا اسمًا”.
المسيحي الحقيقي يشعر دائمًا بالحاجة لأن يغفر الله زلاّته
“المسيحي هو مختار وهو حلم الله وعندما نعيش انطلاقًأ من هذا الواقع، ستفيض قلوبنا بالعزاء ولن نشعر بأننا متروكون. الجزء الثاني من بركة المسيحي تكمن في شعوره بأنه مسامَح. الشخص الذي لا يشعر بأنه مُسامَح ليس مسيحيًا بحقّ”.
“لقد افتدينا بثمن دم المسيح. إنما علامَ غُفر لي؟ إنها ذكرى وتذكير بالأمور السيئة التي اقترفتها أنت وليس صديقك أو جارك الذي اقترف هذه الأمور السيئة بل أنت! “ما هي الأمور السيئة التي اقترفتها في حياتي؟” لقد غفر الرب هذه الأمور. وأنا مبارك هنا، أنا مسيحي. الجزء الأول: أنا مختار، حلم بي الرب وأعطاني اسمًا وأحبّني. الجزء الثاني: لقد سامحني الله”.
المسيحي يصنع الخير على الدوام
تابع البابا ليقول: “الجزء الثالث: المسيحي هو “رجل وامرأة يسيران نحو الكمال ونحو ملاقاة المسيح الذي افتدانا. لا يمكن للمسيحي أن يتوقّف عن صنع الخير بل عليه أن يسير، فالمسيحي الذي يقف مكتوف الأيدي هو مسيحي حصل على الموهبة ودفنها خوفًا من الحياة أو من فقدانها أو خوفًا من رئيسه في العمل… إنه هادىء ولا هدف في حياته. المسيحي هو رجل في مسيرة، امرأة سائرة، يصنعان الخير على الدوام محاولين أن يصنعا الخير وأن يتقدّما”. وفي الختام، قال البابا: “هذه باختصار الهوية المسيحية: “مباركون لأن تمّ اختيارهم ولأنه غُفرت لهم خطاياهم ويتابعون المسار”.