صباح اليوم، وخلال عظته التي تلاها على مسامع من شاركوا في الذبيحة الإلهية، حثّ البابا فرنسيس المسيحيين على تجنّب السقوط في الخبث، واصفاً إياه بنوع من الانفصام الروحي الذي يجعلنا نقول أشياء بدون تطبيقها.
الخميرة الصالحة والخميرة السيّئة
وبناء على ما نشره موقع راديو الفاتيكان بقسمه الإنكليزي، تأمّل البابا بمخاطر الخبث، عبر تحذير المسيحيين، والقول إنّ هناك خميرة صالحة وأخرى سيّئة. فالأولى تبني ملكوت الله، فيما الثانية تخلق فقط مظهر ملكوت الله. وأضاف الحبر الأعظم أنّ الخميرة الصالحة وحدها تصبح خبزاً جيّداً، قائلاً إنّه يجب الحذر من “خميرة الفرّيسيين السيّئة”، والتي ليست إلّا الخبث.
الخبث نوع من الانفصام الروحي
تابع البابا شرحه للنصوص المتّبعة اليوم في الليتورجيا اللاتينية، قائلاً إنّ الخبث يتجلّى بمناداتنا الله بشفتينا، فيما قلبنا بعيد عنه. “الخبث انقسام داخليّ، إذ نقول شيئاً ونفعل شيئاً آخر. إنّه نوع من الانفصام الروحي. علاوة على ذلك، الخبث نفاق، بحيث أنّ الخبيث يبدو طيّباً ومهذّباً، إلّا أنّه يمسك بالخنجر من وراء ظهره، مثل هيرودس المرتعب على الرغم من استقباله المجوس! ولدى وداعهم، طلب إليهم أن يعودوا ليخبروه أين الطفل يسوع ليذهب ويسجد له… لا بل ليقتله. إنّه خبيث مدّع”.
وفي السياق عينه، قال الأب الأقدس إنّ يسوع قال إنّه يجب التصرّف وليس التكلّم فحسب، خاصّة وأنّ الخبيث يعجز عن اتّهام نفسه، بما أنّه يعجز عن إيجاد ما يشوّهه، فيما يجد دائماً ما يشوّه سمعة الآخرين. “فكّروا في القشّة والخشبة، وبهذه الطريقة يمكن أن تحدّدوا أيّ خميرة هي الخبث”.
قولوا الحقيقة وليس الأكاذيب
حثّ البابا فرنسيس المسيحيّين على فحص ضمائرهم ليفهموا إن كانوا يكبرون وينمون بخميرة صالحة أو سيّئة عبر طرح السؤال التالي على أنفسهم: “بأيّ روح أفعل كلّ الأمور؟ بأي روح أصلّي؟ بأيّ روح أتوجّه إلى الآخرين؟ بروح تبني أو تتلاشى في الهواء؟”
وختم الحبر الأعظم عظته مشدّداً على أهمية عدم خداع المرء لنفسه أوّلاً، وضرورة قول الحقيقة وعدم اللجوء إلى الكذب، قائلاً: “إنّ الأولاد لا يتفوّهون إلّا بالحقيقة لدى اعترافهم بخطاياهم. لماذا؟ لأنّ خميرتهم جيّدة وهي تجعلهم يكبرون كما يكبر ملكوت السماء. فليمنحنا الله روحه القدوس ونعمة التمييز بين الخميرتين كي نسأل أنفسنا: هل أنا مخلص وشفّاف أم أنني خبيث؟”
