CTV

البابا فرنسيس: "القديسون هم رجال ونساء صلاة جاهدوا من خلال الصلاة تاركين الروح القدس يصلي ويجاهد فيهم"

عظة البابا فرنسيس في قداس تقديس سبعة قديسين جدد في الفاتيكان

Share this Entry

ننقل إليكم عظة البابا فرنسيس اليوم الأحد 16 تشرين الأول لمناسبة الاحتفال بتقديس سبعة قديسين جدد على مذابح الرب: “لقد رفعنا صلاتنا إلى الرب اليوم قبل بداية الاحتفال من خلال هذه الصلاة: “أخلق فينا يا رب قلبًا جديدًا وأمينًا حتى نخدمك بروح نقي وطاهر نحن وحدنا عاجزون عن صنع قلب مثل هذا، بل الله وحده القادر على ذلك ولهذا نحن نسأله ذلك من خلال الصلاة ونتضرّع إليه أن يمنحنا هذه النعمة. من هذا المنطلق ندخل في صلب الصلاة التي كانت محور القراءات لهذا الأحد وهي أيضًا تحثّنا على ذلك، نحن المجتمعين لمناسبة الاحتفال بتقديس قديسين وقديسات جدد وصلوا إلى ذروة الصلاة. لقد حققوا الهدف وتميّزوا بقلب سخي وأمين بفضل الصلاة: لقد صلّوا من كل قواهم وجاهدوا وانتصروا.

الصلاة إذًا. مثل ما صلى موسى الذي كان رجل الله، رجل صلاة. نحن نرى ذلك اليوم في القراءة التي سمعناها من سفر الخروج مشهد صراعه مع العمالقة واقفًا على رأس التلّ رافعًا يديه. إنما في كل مرة كانت تثقل يدا موسى يسند هارون وحور يديه، أحدهما من هنا والآخر من هناك. فكانت يداه ثابتتين حتى غروب الشمس. لقد أجلسا موسى على حجر. هذا هو نمط الحياة الروحية التي تسألنا عنه الكنيسة: ليس من أجل الانتصار على الحرب بل من أجل ربح السلام! في المشهد الذي يرد فيه موسى توجد رسالة مهمة: الالتزام بالصلاة يتطلب منا أن ندعم بعضنا بعضًا. إنّ التعب لا بد منه فأحيانًا نشعر بأننا لا يمكننا أن نتابع المسير إنما بدعم إخوتنا، تمنحنا الصلاة القوة حتى ينجز الرب عمله فينا.

أوصى القديس بولس في رسالته إلى تلميذه تيموتاوس أن يبقى ثابتًا في ما تعلّمه وفي كلّ ما كان منه على يقين (2 تيم 3: 14). وبالرغم من كل ذلك لم يستطع تيموتاوس أن يصل إلى المنتهى وحده: جهاد المثابرة من دون قوة الله. وليست الصلاة المتقطّعة بل الثابتة من دون انقطاع مثلما أوصى يسوع في إنجيل اليوم: “صلّوا ولا تملّوا” (لو 18: 1). إنه النمط الذي يجب أن يتبعه المسيحي: أن نكون ثابتين في الصلاة من أجل أن نثبت في الإيمان والشهادة. وها هو صوت من داخلنا يقول: “ولكن يا رب كيف يمكن ألاّ نتعب؟ نحن بشر… حتى موسى تعب!…” هذا صحيح، كل واحد منا يتعب. إنما نحن لسنا وحدنا، نحن ننتمي إلى جسد! نحن أعضاء جسد المسيح، الكنيسة، التي أيديها تبقى مرفوعة دائمًا ليل نهار نحو يسوع الذي يقودها بروحه القدوس بفضل حضور المسيح القائم من بين الأموات وروحه القدوس. وبفضل صلاة الكنيسة يمكننا أن نبقى ثابتين في الإيمان والشهادة.

لقد استمعنا إلى وعد يسوع في الإنجيل: “أفما ينصف الله مختاريه الذين ينادونه نهارًا وليلاً وهو يتمهّل في أمرهم؟” (لو 18: 7). إنه سر الصلاة: الصراخ، عدم التعب، وإن تعبت أطلب المساعدة حتى تبقى يداك مرتفعتين. هذه هي الصلاة التي كشفها لنا يسوع ومنحنا إياها من خلال الروح القدس. الصلاة لا تعني أن نلجأ إلى عالم مثالي، لا تعني الغرور في نوع من الأنانية الذاتية بل على العكس الصلاة تعني الجهاد وترك الروح القدس يصلّي فينا في داخلنا. إنه الروح القدس من يعلمنا الصلاة ويقودنا في الصلاة ويجعلنا نصلي مثل الأطفال.

القديسون هم رجال ونساء يؤمنون بسر الصلاة حتى النهاية. إنهم رجال ونساء صلاة جاهدوا من خلال الصلاة تاركين الروح القدس يصلي ويجاهد فيهم؛ لقد جاهدوا حتى النهاية من كل قواهم وانتصروا إنما ليسوا وحدهم: الرب ينتصر فيهم ومعهم. وهكذا إنّ هؤلاء الشهود السبعة الذين احتفلنا بتقديسهم اليوم قد جاهدوا الجهاد الحسن للإيمان والمحبة بالصلاة. لهذا بقوا ثابتين في الإيمان بقلب سخي وأمين. لنسأل الرب شفاعتهم محتذين مثالهم وأن يساعدنا على أن نكون رجال ونساء صلاة؛ أن نصرخ ليل نهار للرب من دون كلل وتراجع؛ أن ندع الروح القدس يصلّي فينا داعمين بعضنا بعضًا حتى تبقى يدانا مرتفعتين وتنتصر الرحمة الإلهية.

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير