أشاد البابا فرنسيس اليوم في خلال عظته الصباحية من دار القديسة مارتا بكل الكهنة المسنين الذين خدموا الرب بأمانة ذاكرًا أنّ المرحلة الأخيرة من حياتهم كانوا يعيشونها بالوحدة إنما من دون أن يتذمّروا واثقين بأنّ الرب يقف إلى جانبهم. وقال: “عندما يكون الرسول وفيًا لا ينتظر نهاية أخرى سوى تلك التي هي مع يسوع”.
علّق البابا على القراءة الأولى من الرسالة الثاني إلى أهل تيموتاوس (2 تيم 4: 10 – 17) حيث ينتهي بولس الكبير الذي عانى الكثير من التجارب من أجل إعلان الإنحيل، وحيدًا متسوّلاً متخليًا عنه الجميع. هو لم يشعر بالاستياء والمرارة بل الوحدة الداخلية. وذكّر البابا أنّ الأمر نفسه حصل مع يوحنا المعمدان عندما قُبض عليه نتيجة نزوات الراقصة وانتقامها. وكذلك ماكسيميليان كولبي “الذي أسس حركة رسولية في العالم أجمع والكثير من الأعمال العظيمة وانتهى به الأمر في زنزانة في المخيم النازي.
وتابع البابا فرنسيس ليقول: “عندما يكون الرسول وفيًا لا ينتظر نهاية أخرى سوى تلك التي هي مع يسوع. إنها شريعة الإنجيل: إن لم تمت حبّة القمح لا تعطي ثمارًا”. وهكذا “إنّ الموت كالشهداء وكشهود ليسوع هو هذه الحبة التي تموت وتعطي ثمارًا وتملأ الأرض من المسيحيين الجدد”. إنما على الراعي أن يثق بذلك: إن سار على درب يسوع، سيكون الرب قريبًا منه في النهاية. في الواقع إنّ الله لا يتخلّى عنا أبدًا. عندما يعيش الراعي هكذا فهو لن يشعر بالمرارة، ربما يعيش الوحدة إنما هو يثق تمام الثقة بأنّ الرب إلى جانبه”.
وأما على العكس، إن انشغل الراعي في حياته بأمور كثيرة غير المؤمنين مثل التعلّق بالسلطة والمال فهو لن يشعر بهذه الوحدة في نهاية حياته ربما سيكون لديه الكثير من أولاد إخوته الذين ينتظرون موته حتى يرثوه”.
آباء حتى النهاية
أشاد البابا فرنسيس بالكهنة المسنين الذين كرّسوا حياتهم لخدمة الكنيسة وقال: “عندما أزور بيت راحة لكهنة مسنين، أرى الكثير من هؤلاء الشجعان الذين بذلوا حياتهم من أجل المؤمنين. إنهم هناك، مرضى ومشلولين أو على الكرسي المدولب إنما نرى ابتسامتهم في الحال لأنهم يشعرون بأنّ الرب قريب منهم. نجد أيضًا عينيهما تلمعان ويسألون: “كيف حال الكنيسة؟ كيف حال الأبرشية؟ كيف حال الدعوات؟” حتى النهاية! لأنهم آباء وبذلوا حياتهم من أجل الآخرين”.
وختم البابا عظته داعيًا إلى الصلاة على نية الكهنة في نهاية خدمتهم قائلاً: “لنصلِّ على نية الرعاة الذين أوشكوا على نهاية حياتهم وينتظرون الرب حتى يحملهم إليه. ولنصلِّ إلى الله حتى يمنحهم القوة والعزاء والضمانة بأنّ الرب معهم بمرضهم ووحدتهم”.