بهدف تعزيز روابط الأخوّة والصداقة بين فرق الشبيبة، وتشجيعاً للرسالة الملقاة على عاتق شبيبة اليوم في نشر الإنجيل، التقى مسؤولو الحركات الرسوليّة وفرق الشبيبة في رعايا ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، راعي الأبرشية سيادة المطران عصام يوحنا درويش بحضور المرشد العام للشبيبة في الأبرشية الأب أومير عبيدي، مرشد الشبيبة في البقاع الغربي الشماس الياس ابراهيم، منسق الشبيبة في الأبرشية المحامي روي جريش وأعضاء المكتب في البقاعين الغربي والأوسط، المرافقة الإقليميّة لحركة ميداد يولا خوري ومسؤولي فرق ميداد.
بعد الصلاة افتتح اللقاء منسق الشبيبة بأقوال للبابا فرنسيس خلال الأيام العالميّة للشبيبة في بولونيا 2016، ودعوته الشبيبة الى التحدي والمثابرة للقاء يسوع الحيّ والفرح في نقل البشارة للعالم.
ثمّ كانت كلمة روحيّة لراعي الأبرشية داعى فيها الشبيبة الى التحلي بصفتي القيادة والتدبير وقد جاء في كلمته:
” أشكر الرب على هذا اللقاء الودي فكلنا يعلم ما قاله يسوع ” حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي كنت أنا هناك في وسطهم” (متى18/20). اليوم نحن أكثر بكثير! تبعا لذلك نعترف ونؤمن بأن يسوع حاضر معنا في هذا اللقاء. وهو يتحدث إليكم اليوم عن البيت الذي لم يسقط لأنه مبني على الصخر.
والبيت الذي تحدث عنه يسوع هو بيت حياتكم وأعتقد أن كل واحد منكم يريد حياة مستقرة، فرحة فيها أمان وسلام، بيت فيه حب وتفاهم وسعادة ونجاح وليس بيتا متداعيا فيه إحباط وفشل.
القديس بولس أستعمل تعبيراً خاصاً بالبناء عندما تحدث عن الكنيسة، وركز بأن الكنيسة هي جسد المسيح، وفي هذا التشبيه نحن نجد عدة مستويات للعمال أو البناءين: بمن فيهم المعماريين، والمقاولين والنجارين. المهندسون المعماريون في الكنيسة يحتاجون لأخذ مخطط الله بالكنيسة بعين الاعتبار، وهو مخطط ملائم لمؤسسة ثابتة، ومواد وتصاميم دقيقة يعمل المقاولون على تصميم هذا المخطط ويقدروا النفقات، ويعتمدون على المواهب والتبرعات التي يقدمها كل عضو، ويعمل النجارين والبناءين من أجل بناء جسد المسيح.”
واضاف ” يقول البعض عن حسن نية أن الشباب هم مستقبل الكنيسة. هذا التعبير بسيط جدا، ولكنه يحمل في طياته معان غير متوازنة. إن جسد المسيح المتمثل بالكنيسة، يشتمل على كافة الأعمار من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الكهولة. الشباب هم أيضا كنيسة الحاضر كما الكبار هم كنيسة الحاضر. عندما يمثل الشباب المستقبل فقط، نفتقد حينئذ إلى عنصر هام في الجسد الحاضر. إن الكنيسة بحاجة إلى توازن جيد من كل الأعمار، ليساهموا بفعالية، كل حسب مواهبه، في كل مظهر من مظاهر الحياة بالكنيسة.
سمعت مرة محاضرا يقول: انتم أيها الشباب مستقبل الكنيسة. فقال أحدهم لرفيقه “بما أني مستقبل الكنيسة فسأخرج الآن وأعود غدا عندما يحين المستقبل” .. فكرت بتعليقه الطريف وقلت في قلبي إن هذا الشاب محق، لأن الشبيبة ليسوا مستقبل الكنيسة إنهم الكنيسة.”
وتابع سيادته ” اجتماعنا اليوم يدل على ارتباطنا معا بالكنيسة. والارتباط يكون من خلال الاشتراك بكل مظهر من مظاهر حياتها ومن خلال عملهم.
اليوم أقول لكم أنكم مدعوون لتكونوا قادة ومدبرين:
قادة:
شبه القديسين بولس وبطرس المؤمنين الذين هم عناصر بالكنيسة بالحجارة المتراصة اللازمة للبناء. المؤمنون هم حجارة حية ومعا يصنعون الكنيسة. ولكن إذا كانت هناك حجارة حية وفعالة، نرى بالمقابل حجارة ميتة وغير فعالة، وأيضاً نرى حجارة للزاوية، ويطلب من القياديين جلب الحجارة غير الفعالة للكنيسة، لأن هذه الحجارة تحتاج إلى دفعة لتصبح حجارة فعالة أو أناس يستطيعون أن يكونوا حجر الزاوية بالكنيسة.يحتاج الشبيبة أن يأخذوا هذا الالتزام بجدية ويصبحوا قادة، حيث أن موهبة كل واحد منهم ضرورية لحياة الجماعة،. من أجل ذلك على الشبيبة أن يقوموا بتطوير علاقاتهم بالله. عندئذ يستطيعون أن ينقلوا هذه العلاقة للعناصر الأخرى في المجتمع.
المدبرين:
إن الطريقة المسيحية بالحياة تدعى تدبير، المدبر يكون مديراً يعمل تحت إمرة صاحب العمل، إن الله هو رب عملنا، كل شيء نملكه ويأتينا هو من عند الله، لا شيء لنا، الله أعطانا الحياة بكل مظاهرها وطلب منا أن نتدبر أمورها، فوقتنا على الأرض، وصحتنا، وبيئتنا، وعلاقاتنا، ومواهبنا، وأملاكنا، والإنجيل أو الأخبار السارة، كل هذه الأشياء هي عطايا من عند الله، وتنتمي إليه، نحن ندبر عطايا الله على الأرض.
وكما أننا ندبر عطايا الله يجب علينا إرجاع جزء مما أخذنا، ونستطيع أن نجمّل عطايا الله بثلاثة أصناف وهي الوقت، والموهبة، و الثروة. نحن نعطي لله جزء من وقتنا على الأرض من خلال العبادة والتعلم والتعليم والترتيل والخدمة…
وهبنا الله المواهب ليستفيد منها الآخرين، والموهبة هي لنا ومنفعتها للآخرين، المعلم الجيد يعلم ويكتب لذلك الآخرين يتعلمون، إذا كان لديك صوت جيد، فإنه بإمكانك أن ترتل وتسبح الله، كل مهنة نافعة لبناء جسد المسيح.”
وختم درويش كلمته داعياً الشبيبة الى درس هذا المفاهيم مؤكداً ” نحن لا ننشد أي مكافأة لعملنا في الكنيسة. نحن نعيشها ملتمسين الشكر لله معطي كل المواهب الجيدة. ونقوم بأعمالنا بفرح لخدمة الله.”
بعدها تناول اللقاء فقرة تبادل الخبرات والتحديات والنشاطات التي قامت بها الفرق الشبابية وحركة ميداد في رعايا الأبرشيّة، وقد انصبت على أعمال الرحمة والتأمل في كلمة يسوع واللقاء الأخوي الذي يوطّد المحبة بين الشبيبة.
ومن أبرز التوصيات التي صدرت عن اللقاء تعزيز ورش العمل التدريبيّة وحلقات التأمل الروحي للمسؤولين، تنمية التواصل واللقاء بين مختلف الفرق الشبابيّة والإستعداد لمؤتمر شبيبة الشرق الأوسط في زحلة خلال أيلول 2017، ولقاء الشبيبة السنوي.
كما شكر راعي الأبرشية مكتب الشبيبة لتفانيه في العمل لمدة ثلاث سنوات، فيما سيشكل قريباً مكتباً جديداً للشبيبة في الأبرشية.
وفي النهاية عرض مكتب الشبيبة روبورتاج حول عمل المكتب خلال السنتين 2015 و 2016 وكذلك لعمل ميداد.