كان الأب جاك مراد رئيسًا لدير مار اليان الواقع بالقرب من القريتين ويبعد حوالى 65 ميلاً عن جنوب شرق حمص إلى حين تم اختطافه على يد الدولة الإسلامية في العراق والشام في أيار 2015. استطاع الفرار بعد مضي حوالى خمسة أشهر من الأسر إنما في شهر آب من العام نفسه استطاعت الدولة الإسلامية أن تدمّر الدير وتسيطر على القريتين. وما لبثت أن حرّرت القوات السورية المدينة في نيسان 2016.
يسكن الأب جاك مراد حاليًا في أوروبا وللمناسبة أجرت الجمعية الخيرية الدولية عون الكنيسة المتالّمة حديثًا معه في 17 تشرين الأول ليطلعها حول الوضع في سوريا حاليًا. ننقل إليكم أبرز ما جاء في المقابلة بحسب ما أودر موقع الأنباء الكاثوليكية:
في أوائل شهر نيسان 2016، تحررت القريتين أخيرًا من الدولة الإسلامية في العراق والشام. كيف تصف الوضع حاليًا؟
بالرغم من أنّ المدينة قد تحرّرت إلاّ أنها الحياة اليومية العادية هي غير ممكنة. غالبية البيوت قد تمّ تدميرها إنما على الأقل عادت المياه والكهرباء ومعظم الناس لم يعودوا بعد إلى القريتين حتى الآن لأنهم يخافون كثيرًا من أن تعود الدولة الإسلامية وتستولي على المدينة من جديد.
تبقى الحرب دائرة في سوريا ومفاوضات السلام باءت بالفشل مرارًا عديدة. كثيرون هربوا بمن فيهم المسيحيين. ما مدى خطورة محو المسيحية من الشرق الأوسط؟
إنّ هذا المحو قد أصبح حقيقة. توجد مناطق في العراق وسوريا خالية من السكان المسيحيين إنما لا يريد الناس أن يهربوا ولكن ليس لديهم خيار آخر. وهذا الأمر يعيشه المسيحيون في سوريا لأننا أقليات. إنّ العنف الذي يسيطر على سوريا لا يطاق. أنا لا أفهم لمَ يوجد بلدان أخرى ترفض أن ترى الحقيقة وأن تتصرّف. حان الوقت لكي يتحرّك العالم!
ما الخطوات المطلوبة؟
إن كان العالم جادًا في إنهاء ويلات المتعصّبين إذًا عليه أن يوقف التعامل مع المملكة العربية السعودية لأنه منها يأتي تمويل الدولة الإسلامية في العراق والشام. إنّ القصف لا يوصل إلى أي مكان. قصفت الولايات المتحدة سوريا والعراق لسنوات واليوم الروسيون يقومون بالمثل. وماذا ربحوا؟ هل أوقفوا العنف الإرهابي؟ بالطبع لا!
ما هو الحل؟
لا يمكن أن يكون الحل بإلغاء من يضطهدونا. الطريقة الوحيدة لإيقاف الإرهابيين هي التحاور مع الإسلام. هذه هي خبرتي الشخصية. لقد قررنا نحن المسيحيين في رعيتي القديمة أن لا نواجه العنف بالعنف حتى بأسوأ المخاطر. لهذا نحن ما زلنا على قيد الحياة. لقد قال لنا قائد من الدولة الإسلامية في العراق والشام تحديدًا هذا الكلام: “أنتم شعب “الكتاب” (المصطلح الذي يستخدم لليهود والمسيحيين في القرآن) لا تستخدموا العنف ضدنا”.
إذًا اللاعنف والحوار هذا ما على المسيحيين أن يقوموا بهما؟
في الربيع الفائت، شعرت بهذا أثناء القداس: “إنّ عالمنا يحتاج إلى ثورة ضد العنف! عندئذٍ سنجد السلام. نريد أن نكون صانعي سلام. هذا ما فعلنا به في مار اليان لقد أمّنا المساعدة للناس الحاضرين من دون تمييز دينهم.