قصد كاهن من نيويورك مدينة روما لحضور مقابلة مع البابا يوحنا بولس الثاني . وقبيل اجتماعه قرر أن يقصد الكنيسة للصلاة ….
أن يستعطي شحاذ عند باب الكنيسة كان أمراً مألوفاً و لكن في ذاك الشحاذ بالذات شيئا خاصاً خاطب قلب الكاهن: فقرر التحدث إليه عند الإنتهاء من الصلاة.
وعندما إقترب منه صعقته المفاجأة: فقد أدرك إنه صديقه من أيام المدرسة الإكليريكية… وفي بضع ثوانٍ طغت العاطفة بين الصديقين القديمين وكشف المتسول كيف انه ” تحطم واحترق ” وخسر دعوته الكهنوتية.
أمام الخبر، فاجأه البابا يوحنا بولس الثاني الكاهن بدعوة لجلب المتسول لتناول العشاء معه في ذلك المساء!!
توجه الكاهن على الفور إلى الكنيسة الصغيرة حيث صديقه المتسول كان لا يزال عند الباب الخارجي . زف له الخبر… ولكن، الشحاذ هز برأسه يميناً و شمالاً و بخوف قال : “لا يمكنني أن أحضر….” أصرّ الكاهن و أخبره انه لن يحضر هذه الوجبة من دونه . فإقتنع المتسول على مضض و لكن الكاهن الصديق لم يكن ليفتح المجال أمام التردد، فأخذه الى غرفته في الفندق و قدم له خدمة حلاقة و بضع الملابس النظيفة .
وصل الرجلان بعد ساعة الى الشقق البابوية و جلسا الى وجبة لطيفة مع البابا. بعد ساعة، طلب البابا بلطف من الكاهن تركه وحده مع صديقه. واكتشف الكاهن في وقت لاحق من ذلك المساء، ما حدث عندما غادر الغرفة :
توّجه البابا إلى المتسول ، وسأله:
” هل تسمع اعترافي ؟ ”
أجاب المتسول مصعوقاً “، ولكني لم أعد كاهناً! ”
فأجابه البابا ، ” أنت كاهن الى الأبد”، فتمتم المتسول على مسمع من البابا ان وضعه ليس بسليم كنسياً. فأجابه البابا : ” حسناً أنا أسقف روما ، ويمكنني أن أسوّي وضعك الآن”، و فعلاً قام أسقف روما حالاً بالوفاء بكلمته…
ثم ركع البابا أمام المتسول و اعترف بخطاياه .
وما كاد المتسول – الكاهن يقول كلمات الغفران حتى سقط على ركبتيه و الدموع في عينيه يطلب من البابا بدوره سماع اعترافاته .
لاحقاً دخل الكاهن الصديق الى الغرفة حيث كانت تفيض حالة من النعمة، فبادره البابا بالسؤال عن أية كنيسة وجد فيها صديقه وبناء على الجواب توجه الى الكاهن المتسول قائلاً :
” لأول مهمة رعوية خاصة بك أريدك أن تذهب إلى هذه الكنيسة وتقدم تقرير عن عملك مع كاهن الرعية هناك في عملك مع المتسولين في تلك المنطقة”!!!
وحقاً بقي ذاك الكاهن – المتسول يعمل في خدمة المحرومين.