استقبل البابا فرنسيس يوم الجمعة 21 تشرين الأول 255 مشاركًا في المؤتمر الدولي حول راعوية الدعوات معلّقًا في البداية على العنوان “راعوية الدعوات” مشيرًا إلى أنه ربما للوهلة الأولى يمكن أن يظنّ البعض أنه “واحد من القطاعات الكثيرة للعمل الرعوي” أو “عنوان مكتب في الرعية” إنما في الواقع هو اللقاء مع الرب، لقاء جذري يسلّط الضوء على وجودنا”.
وتابع البابا ليفسّر بأنّ راعوية الدعوات تعني “تعلّم نمط يسوع الذي يتوقّف في تفاصيل حياتنا اليومية من دون عجل وينظر إلى إخوته برحمة حتى يقودهم إلى ملاقاة الآب. ثم أشار إلى ديناميكية كل راعوية الدعوات من خلال التوقّف عند ثلاث كلمات: الخروج والنظرة والدعوة.
وبدأ البابا بتفسير الفعل الأول: “الخروج” وقال: “إنّ راعوية الدعوات تحتاج إلى كنيسة تكون في حركة دائمة قادرة على توسيع حدودها فتقيس بحسب وسع قلب الله الرحوم وليس بحسب حساباتها البشرية الضيقة. من هنا علينا أن نتعلّم أن نخرج من قساوتنا التي تجعلنا عاجزين عن نقل فرح الإنجيل…” طلب البابا من الكهنة أن ينكبّوا على الإصغاء للشبيبة ومساعدتهم وتوجيه خطاهم.
وتابع ليتحدّث عن الكلمة المفتاح الثانية: “النظر” آملاً أن نأخذ وقتنا على مثال يسوع في التمعّن في الآخر من دون عجل. إنّ اليوم وللأسف عجلة وسرعة الحوافز التي تُخضعنا لها لا تفسح المجال أمامنا للصمت الداخلي الذي فيه نسمع دعوة الرب الموجّهة إلينا”. إنّ هذا الخطر يُحدق بجماعاتنا أيضًا. ثم حذّر البابا من مغبّة الوقوع فريسة الفراغ في النشاط التنظيمي والفشل في الذهاب لملاقاة الآخر”. إنه يحلم بنظرة الكاهن المصغي الذي يأخذ وقته والقادر على التوقّف والقراءة بعمق والدخول في حياة الآخر من دون أن يشعر بأنه مهدد أو محكوم عليه. “إنها نظرة قادرة على إثارة دهشة الإنجيل وإيقاظ الشخص من السبات الذي جعله يغوص في ثاقفة الاستهلاك والسطحية. إنها نظرة تمييز ترافق الأشخاص من دون أن تستولي على ضمائرهم أو أن تدّعي بأنها تسيطر على نعمة الله”.
وفي الختام، تحدّث البابا عن الفعل الثالث هو الدعوة مشيرًا إلى أنّ يسوع لا يلقي خطابات طويلة أو يقدّم برنامجًا ينبغي اتباعه كما وأنه لا يقدّم أجوبة جاهزة بل يضع الناس في مسيرة ويقودهم من الركود المميت كاسرًا وهم السعادة عند جلوسنا برخاء بين ضماناتنا.