في إنجيل اليوم الخاص بالطقس اللاتيني، يسوع يشفي امرأة يوم السبت، متسبّباً بذلك بنقمة لدى رئيس الهيكل لأنّ الناموس “اغتُصب” برأيه. وعلّق البابا خلال عظته التي ألقاها من دار القديسة مارتا صباح اليوم قائلاً: “ليس سهلاً اتّباع ناموس الرب. إنّها نعمة علينا أن نطلبها”.
وبناء على ما أورده موقع راديو الفاتيكان بقسمه الفرنسي، قال الحبر الأعظم إنّ يسوع اتّهم رئيس الهيكل بأنّه خبيث، كما فعل مراراً مع المتصلّبين، أي من يتصرّفون بتصلّب في إتمام الشريعة، بما أنّهم لا ينعمون بحرية الأولاد لأنّهم عبيد للشريعة؛ مع العلم أنّ “الشريعة لم توجد لتجعلنا عبيداً، بل لتجعلنا أحراراً وتعيدنا أولاداً لله”.
وتابع الأب الأقدس قائلاً إنّه خلف التصلّب، هناك دائماً شيء آخر، شيء مخفيّ في حياة الإنسان. فالتصلّب ليس هبة من عند الله، على عكس النعومة والعذوبة والرِفق والمسامحة. “خلف التصلّب، هناك دائماً شيء مخفيّ، وهو غالباً ما يكون حياة مزدوجة، إنّما يترافق هذا مع نوع من المرض. فكم يعاني المتصلّبون: عندما يكونون صادقين ويدركون هذا، إنّهم يتألّمون. ولأنّهم لا يفلحون في الحصول على حرّية أولاد الله، لا يعرفون كيف يجب السير في شريعة الرب… وهم يعانون كثيراً! إنّهم يبدون طيّبين لأنهم يتبعون الشريعة. لكن خلف هذا، هناك ما لا يجعلهم صالحين: إنّهم سيّئون وخبثاء، أو أنّهم مرضى. إنّهم يعانون!”
من ناحية أخرى، ذكّر البابا بمثل الابن الشاطر الذي نرى فيه أنّ الابن البكر (الذي لطالما أحسن التصرّف)، اغتاظ من والده لدى ترحيبه بأخيه الذي عاد إلى المنزل الأبوي بعد توبته، شارحاً أنّ هذا التصرّف يُظهر ماذا خلف الطيبة. “كان الابن الأصغر يعرف أنّ لديه أباً. وفي أحلك لحظات حياته، عاد إليه، نفيما الابن الأكبر كان يرى في الوالد “السيّد”، بدون أن يشعر أنّه أب. كان متصلّباً: كان يتبع الشريعة بتصلّب. لكنّ الولد الآخر ترك الشريعة على حدة، وعاش بدون الشريعة لا بل ضدّ الشريعة، لكنّه في مرحلة ما فكّر في أبيه وعاد إليه. بدون أن ننسى أنّه حصل على الغفران… ليس سهلاً أن نسلك درب شريعة الرب بدون الوقوع في فخّ التصلّب”.
وفي نهاية العظة، ختم الأب الأقدس بهذه الصلاة: “فلنصلّ لله، ولنصلّ لإخوتنا وأخواتنا الذين يعتقدون أنّ اتّباع شريعة الله يعني أن نصبح متصلّبين. فليجعلهم الله يشعرون أنّه أب، وأنّ ما يعجبه هو الرحمة والحنان والطيبة واللطافة والتواضع. وليُعلّمنا جميعاً أن نمشي في طريق الشريعة متمتّعين بهذا السلوك”.