“لا تخف من المسامحة” هو عنوان كتاب للأب لويس دري (صدر اليوم في إيطاليا)، كتب البابا فرنسيس مقدّمته. والجدير بالذكر هنا أنّ الأب دري الكبوشيّ كان مُعرِّف خورخي ماريو برغوليو، عندما كان ما زال رئيس أساقفة بوينس أيريس.
وبناء على مقال نشره راديو الفاتيكان بقسمه الفرنسي، ذكر الحبر الأعظم في العديد من مداخلاته معرِّفه، لا سيّما عندما تكلّم عن استقبال التائبين في كرسي الاعتراف.
أمّا في المقدّمة، فقد كتب الأب الأقدس: “إنّ نهر العنف والحقد لا يمكنه شيئاً بوجه نهر الرحمة الذي يفيض على العالم”. كما وذكر الحبر الأعظم أنّ الأب دري كان يشعر أحياناً أنّه بالغ في المسامحة، وفي تلك اللحظات كان يستدير نحو بيت القربان ليخاطب المسيح ويقول له إنّه لعلّه هو بنفسه أظهر له “المثال السيّىء”!
وكتب البابا فرنسيس أنّه مهما كان السبب الذي يوصل الخاطىء إلى كرسي الاعتراف، فلا بدّ من أنّه شعر برحمة الله، من هنا على الكاهن أن يفكّر في تصرّف والد الابن الشاطر أمام ابنه، ويحذو حذوه.
وبُغية التشديد على الوجه الأساسي للرحمة، عاد الأب الأقدس إلى مبدأ “الحرب العالمية المجزّأة”، قائلاً إنّه لكلّ عمل (سواء كان إشارة صداقة أو مدّ يد المصالحة) تأثيراً على المجتمع والعائلات والبلدان وصولاً إلى العلاقات بين البلدان، خاصّة وأننا نعيش في زمن الرعب والخوف.
