يجتاح ثقافتنا “هوس الشباب الدائم” و سمومه ، الى حد بات الإنسان “سلعة” تخاف نفاذ “مدة إستهلاكها”، من حيث الشكل و تصنيف “القدرة الإنتاجية ” الخ …. و بات كبار السن ووقار شيخوختهم “حالة مخزية” لا تصلح إلا لظلال الغرف المقفلة و دور الرعاية…
للأسف أصبحت علامات شيخوخة الجسد في معظم الأحيان مؤشر لإنتهاء الحياة العائلية و الإجتماعية أو السياسية… و باتت “تهمة” نرمي بها كبارنا لنعبّر عن حالة نفور باتت “شرعية” في ضوء سلبية ثقافتنا وجهلها!! غاب عن بالنا أنه بعدم تقدير كبارنا و عدم مصالحتنا مع ما يمكن أن تقدمه العقود الذهبية الأخيرة من العمر و التي لوّحت الشمس نضوج ثمارها : نحن حتماً نفقد تقديرنا للحياة نفسها و لصانعها أيضاً!
للأسف أصبحت علامات شيخوخة الجسد في معظم الأحيان مؤشر لإنتهاء الحياة العائلية و الإجتماعية أو السياسية… و باتت “تهمة” نرمي بها كبارنا لنعبّر عن حالة نفور باتت “شرعية” في ضوء سلبية ثقافتنا وجهلها!! غاب عن بالنا أنه بعدم تقدير كبارنا و عدم مصالحتنا مع ما يمكن أن تقدمه العقود الذهبية الأخيرة من العمر و التي لوّحت الشمس نضوج ثمارها : نحن حتماً نفقد تقديرنا للحياة نفسها و لصانعها أيضاً!
ومن المثير للاهتمام أن نذكر أن لبعض الثقافات القديمة العريقة كالإغريقية و الهندية و الرومانية عبارة “كبير في السن” كانت تعني “ثمين في الحياة” و على عدة مستويات.
في حقبة (الجمهورية ) من تاريخ روما القديمة والتي إستمرت حتى قيام الإمبراطورية الرومانية في عام 27 ق م و التي إعتُبرت تأسيسية لهذه الامبراطورية التي حكمت العالم القديم، برز حكم الشيوخ.
أكبر الرومانيون القدماء كبارهم و شيوخهم، و إستفادوا من خبرتهم و حكمتهم. لا بل أن الفن في تلك الحقبة ما كان يظهر قائداً “قوياً” و إلا و أرفق منحوتته بالكثير من التجاعيد التي كانت بمثابة خارطة طريق محفوفة بالحكمة للوصول الى سلطة سليمة. يوضح شيشرون ” أنه كان “متأصل في المجتمع الروماني” أنه على الشباب أن يتعلموا من حكمة الكبار التي تبنى بالعمل الشاق و الدراسة و أيضاً العيش الفضيل…”
من ناحية أخرى، تستوقفنا دلالة أخرى ذات معنى و هي تتعلق بإبراهيم “أبو المؤمنين”: أنه يوم كلّمه الرب ، كان إبن خمس وسبعين سنة، وطلب منه تغيير كل حياته. في ذلك الوقت، بدأت ملامح من سينتسب إليه كل مؤمن تتشكل في طاعة مقدامة لا تعرف التردد و لا ذرائع التقدم في السن أو “إتهامه به” … فدعوة الرب لمسيرة إيمان و حياة و تجدد هي قائمة أبداً حتى النفس الأخير لا بل أن القدير يراهن على حكمة السنين كي تصبح البركة مزدوجة ….
و عليه نرى أن حكمة الخالق و مثال العراقة من ثقافات الإنسان القديمة لم تستثنِ كيار السن من معادلة الحياة في العائلة و المجتمع و القيادة. آخذين بعين الإعتبار أن من لا يخطىء هو من لا يعمل… وإن كرامة الإنسان تنبع من قيمته كإنسان و ليس حصراً من قيمة “إنتاجيته” و تصنيفنا الضيق لها ؛ يبقى القول أنه من المؤكد أن ما يعيب الإنسان، أو حتى القائد ليس صغر سنه و لا بالطبع تقدمه بالسن. وإن ما يزّين الإنسان هو حكمة قلبه وصلابة إيمانه و رجاحة عقله من أجل خدمة الخير العام إبتداءً من الحلقة الأضعف …. فحبذا لو تختلط ألوان السنين في فسيفساء عائلي وإجتماعي و سياسي فيه يتألق الوفاء لخير الإنسان، كل الإنسان …
في حقبة (الجمهورية ) من تاريخ روما القديمة والتي إستمرت حتى قيام الإمبراطورية الرومانية في عام 27 ق م و التي إعتُبرت تأسيسية لهذه الامبراطورية التي حكمت العالم القديم، برز حكم الشيوخ.
أكبر الرومانيون القدماء كبارهم و شيوخهم، و إستفادوا من خبرتهم و حكمتهم. لا بل أن الفن في تلك الحقبة ما كان يظهر قائداً “قوياً” و إلا و أرفق منحوتته بالكثير من التجاعيد التي كانت بمثابة خارطة طريق محفوفة بالحكمة للوصول الى سلطة سليمة. يوضح شيشرون ” أنه كان “متأصل في المجتمع الروماني” أنه على الشباب أن يتعلموا من حكمة الكبار التي تبنى بالعمل الشاق و الدراسة و أيضاً العيش الفضيل…”
من ناحية أخرى، تستوقفنا دلالة أخرى ذات معنى و هي تتعلق بإبراهيم “أبو المؤمنين”: أنه يوم كلّمه الرب ، كان إبن خمس وسبعين سنة، وطلب منه تغيير كل حياته. في ذلك الوقت، بدأت ملامح من سينتسب إليه كل مؤمن تتشكل في طاعة مقدامة لا تعرف التردد و لا ذرائع التقدم في السن أو “إتهامه به” … فدعوة الرب لمسيرة إيمان و حياة و تجدد هي قائمة أبداً حتى النفس الأخير لا بل أن القدير يراهن على حكمة السنين كي تصبح البركة مزدوجة ….
و عليه نرى أن حكمة الخالق و مثال العراقة من ثقافات الإنسان القديمة لم تستثنِ كيار السن من معادلة الحياة في العائلة و المجتمع و القيادة. آخذين بعين الإعتبار أن من لا يخطىء هو من لا يعمل… وإن كرامة الإنسان تنبع من قيمته كإنسان و ليس حصراً من قيمة “إنتاجيته” و تصنيفنا الضيق لها ؛ يبقى القول أنه من المؤكد أن ما يعيب الإنسان، أو حتى القائد ليس صغر سنه و لا بالطبع تقدمه بالسن. وإن ما يزّين الإنسان هو حكمة قلبه وصلابة إيمانه و رجاحة عقله من أجل خدمة الخير العام إبتداءً من الحلقة الأضعف …. فحبذا لو تختلط ألوان السنين في فسيفساء عائلي وإجتماعي و سياسي فيه يتألق الوفاء لخير الإنسان، كل الإنسان …