في فائدة الإلحاد – حدثني عن المحبة – 1

يقال أن الرابي موشيه ليب قال مرة: “ليس هناك ميزة أو قدرة بشرية إلا وخُلقَت لفائدة ما. فحتى الصفات الدنيئة والشريرة يُمكن أن تُرفّع لخدمة الله. فعلى سبيل المثال، الكبرياء، عندما يُرفع يتحول إلى شجاعة نبيلة في دروب الرب”. لدى سماعهم هذا […]

Share this Entry

يقال أن الرابي موشيه ليب قال مرة: “ليس هناك ميزة أو قدرة بشرية إلا وخُلقَت لفائدة ما. فحتى الصفات الدنيئة والشريرة يُمكن أن تُرفّع لخدمة الله. فعلى سبيل المثال، الكبرياء، عندما يُرفع يتحول إلى شجاعة نبيلة في دروب الرب”.
لدى سماعهم هذا القول، سأله بعض التلاميذ: “رابي، وما فائدة الإلحاد؟”.
عندها أجاب الرابي: “الإلحاد أيضًا له أهميته في فعل التقوى. فعندما يأتي إليك محتاج يطلب عونك، لا يجب أن تشجعه وترسله لكي يرفع صلاته إلى الرب، بل يجب أن تتصرف وكأن الله ليس موجودًا، وكأنه ليس في العالم إنسان آخر يستطيع أن يساعد ذلك المحتاج، إلا أنت”.
هذه الخبر الذي يورده مارتن بوبر في أخبار الحسيديم يتحدى المفهوم الهيولي للحياة الروحية. فهو يُفهمنا أن حياة الصلاة والقرب من الله ليست هروبًا من العالم ومن التاريخ، بل هو اندراج روحي في التاريخ والحياة. فإذا كان صحيحًا أن الله يستجيب صلاتنا، فصحيح أن جواب الله إنما يمر في معظم الأحيان من خلالنا، بحيث نكون نحن جواب الله الملموس.
ولعل الخبر الذي يورده الأب مايكل بول غالاغر اليسوعي عن خبرة عاشها في كالكوتا هي التعليق الأنسب على هذا الخبر الآتي من التقليد اليهودي.
يُخبر غالاغر أنه عندما كان مُرسلاً في كالكوتا، كان يومًا عائدًا إلى بيت اليسوعيين التقى بطفل كان نائمًا على الرصيف. ولما عاد إلى البيت لم يستطع الأكل لأن فكره كان متمحورًا حول ما رآه. فأخذ وجبته وحملها إلى ذلك الطفل، فوجده حيث التقى به سابقًا، نائمًا. فأيقظه بلطف، واستيقظ الطفل مذعورًا. بعد أن فهم الطفل من الإشارات – الذي لا يجيد الإنكليزية – أن اليسوعي لا يريد أذيته بل تغذيته، تخلى عن الخوف واستسلم لجوعه الكبير.
بعد هذا اللقاء الصامت، عاد اليسوعي إلى البيت وذهب إلى الصلاة، وخلال صلاته شعر بأن حسًا من الغضب يجتاحه. غضب يُسائله، بل بالحري يتوجه إلى الله بالسؤال: لماذا يا رب؟ لماذا لا تفعل شيئًا؟
ويختم اليسوعي بالقول: “شعرت في صمت ضميري شيئًا بدا وكأنه جواب الله: ’لقد فعلت شيئًا، لقد خلقتك!‘”.
(يتبع)

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير