قد يهمس البعض على مضض:
لا يهم ، ففي نهاية المطاف هناك كلمة واحدة تجمع بينهما الا و هي “المحنة “…..
هذا صحيح الى حد ما: ففي “محنتنا” و خضم صعوباتها قد لا نشعر أننا نود حقاً البحث في الإختلاف بين معاني الكلمات أعلاه…. غير أنه لا مهرب من فعل التمييز هذا : فقد يكون فيه إجابة أو إستجابة لتضرعنا و صلاتنا!!!!
حقاً….
كم من المرات نصرخ : “يا رب زد إيماننا” صدى لما ورد في ذاك الإنجيل من لوقا (17: 5).
و هنا علينا التنبه فهذه صلاة خطرة جداً، لأن بناء الإيمان الصلب لا يكون في النوم على وسادة الراحة.
غالباً ما تتوج الصعوبة الطرق التي يعتمدها الرب لبناء إيماننا :
* و غالباً ما نصادف في الحياة المواجهة مع “وصية الرب” …. هنا يقف الله مجدداً ليحذرنا من الأكل من ثمرة “شجرة معرفة الخير و الشر”. فعندما نسلط أنفسنا آلهة تقرر ما هو الخير و الشر بمعزل عن ” ضابط الكل” ، سوف نختبر معنى أن “نموت موتاً”…. و هنا صعوبة تطويع “الأنا”: فالإيمان يقتضي طاعة، و الرب يحثنا على إختبارها لأن في طيّاتها حياة!
*وغالباً أيضاً،ما يستعمل الرب عامل الوقت لتشذيب “قلة صبرنا”، فالصبر رفيق الإيمان … لذلك إذا صادف المؤمن أو المؤمنة إختبار تأخير : عليه بطول الأناة. كانت القديسة مونيكا، تصلي باكية كل يوم على ضلال إبنها وتطلب توبته. و طالت المدة كثيراً حتى بدأت الأم ترى إبنها يبدأ بمشوار توبته …. و عندما يُسأل آباء الكنيسة عن سبب طول عذاب القديسة، يجيبون أن في إنتظار توبة من سيُعرف لاحقاً بالقديس أغسطينوس معلم الكنيسة، كان الرب يعمل على قداسة مونيكا نفسها!! الرب يوّد أن يعطينا مبتغى قلبنا حالاً إذا كان موافقاً لخير النفوس إنما لما هو خيرنا الأسمى يضطر الى تأجيل إعطائنا ” إبن الوعد” المرغوب.
إذاً أن الرب يسمح بالإمتحان بهدف تنمية الإيمان.
أما التجربة التي تأتي من الشيطان فهدفها واحد أوحد:
هلاك بني الإنسان.
و عليه، عندما تقع المحن علينا بالصلاة ومن أجل ثقة أكبر بالله، و طول أناة توسع أفق الرجاء به، و طاعة بنوية له:
عندها إذا كانت تجربة من الشيطان ننتصر عليها و إذا كانت “إمتحان” من الله : فلنشكره على زيادة الإيمان!!