قبيل وصول البابا فرنسيس إلى السويد، عبّر الحبر الأعظم للأب أنطونيو سبادارو مدير المجلّة اليسوعية تشيفيليتا كاتوليكا Civilta cattolica عن انتظاراته لهذه الزيارة وعلاقته باللوثرية والحوار المسكوني وكل الأشكال التي يمكن أن تأخذه. إنّ الكلمة المفتاح لهذه الزيارة هي “تقارب”. يريد البابا فرنسيس أن يركّز على “الشهادة المسكونية”. “السير معًا، عدم الانغلاق في الأفق المحدودة لأنها لا تحمل فيها أي إمكانية للإصلاح”. إنّ فكرة الإصلاح هي تحديدًا: بحسب البابا، أمر يمكن للكنيسة الكاثوليكية أن تأخذه من التقليد اللوثري مع الكتب المقدسة. إنّ “عملية الإصلاح” هي أساسية، بالنسبة إلى البابا الذي يذكّر الكنيسة بالإصلاح الدائم.
وعندما سُئل البابا عن أفضل السبل من أجل تعزيز وحدة المسيحيين أكّد بأنّ على الجدل اللاهوتي أن يستمرّ بالرغم من الصعوبات. إنها مسيرة يجب القيام بها وهي تعطي نتائج صحيحة واستشهد البابا بالإعلان المشترك حول التبرير الذي وقّعه الكاثوليك واللوثريون معًا عام 1999. إنما ركّز البابا فرنسيس بشكل خاص على الصلاة المشتركة وأعمال الرحمة وأشار إلى أنّ العمل معًا بخدمة الفقراء والمرضى والمساجين هو شكل فعّال من أشكال الحوار قبل أن يذكّر من جديد بمسكونية الدم.
المسكونية إذًا هي محور هذه الزيارة إلى السويد، البلد الأكثر علمانية في أوروبا إنما فيه تزدهر جماعة كاثوليكية صغيرة مميزة بمواطنتها العالمية وديناميكيتها. سيقوم البابا تجاه هذه الجماعة بالذات بلفتة راعوية من التقارب من خلال الاحتفال بعيد جميع القديسين في صباح يوم الثلاثاء 1 تشرين الثاني في ستاد مالمو. إنّ هذا القداس لم يكن مذكورًا في البرنامج إنما غيّر البابا في برنامجه استجابة لطلب الكاثوليك المحليين الحاضرين في السويد. تجدر الإشارة إلى إنها المرة الأولى التي يحتفل فيها البابا فرنسيس بقداس عيد جميع القديسين خارج روما منذ بداية حبريته.