قالَ الرَبُّ يَسوعُ : ” لِتَكُنْ أَوْسَاطُكُم مَشْدُودَة ، وَسُرْجُكُم مُوقَدَة .
وَكُونُوا مِثْلَ رجالٍ يَنْتَظِرُونَ رُجوعَ سَيِّدِهِم مِنَ العُرْس ، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَع الباب ، يَفتٓحَون لَهُ من وَقتِهم .
طُوبَى لأُولئِكَ العَبِيدِ الَّذينَ ، إذا جَاءَ سَيِّدُهُم، يَجِدُهُم مُتَيَقِّظِين. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَشُدُّ وَسْطَهُ، وَيُجْلِسُهُم لِلطَّعَام، وَيَدُورُ يَخْدُمُهُم.
وَإِنْ جَاءَ في الهَجْعَةِ الثَّانِيَةِ أَوِ الثَّالِثَة، وَوَجَدَهُم ساهرين . الحقَّ أقولُ لكم إنَّه يَتَهَيّأُ للعمل ِ و يُجلِسهم للِطّٓعام ، ويدورُ علٓيهِم يٓخدُمُهم . وإذا جاء في الهَزيعِ الثاني أو الثالث ، و وَجدَهم على هذهِ الحال فطوبى لَّهُم .
وٱنتُم تَعْلَمُونَ أنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق ، لَم يَدَعْ بَيْتَهُ يُنقَب .
فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين ، فَفي السَّاعَةِ الّتي لا تَتَوقَّعونَها يأتي ٱبْنَ الإِنْسَانِ ” .
لتحرير أرواحنا من كلّ وهمٍ ، دعانا الكلمة الإلهيّ يسوع المسيح إلى إزالة هذا النعاس الثقيل من عيون نفوسنا كي لا ننزلق خارج الحقائق الواقعيّة من خلال التمسّك بكلّ ما هو تافه ولا معنى له . لذا ، اقترح علينا فكرة اليقظة والإنتباه وقال لنا : ” لِتَكُنْ أوساطُكُم مشدودة ، ولْتَكُنْ سُرُجُكُم مُوقَدَة ” ( لوقا ١٢ : ٣٥ ) … إنّ معنى هذه الرموز واضح . فالشخص المحصّن بالقناعة يعيش وسط نور ضمير نقيّ وحيّ ، لأنّ الثقة البنويّة تنير حياته كسراج . فبعد إضاءة نفسه بالحقيقة ، لا يمكن أن تستسلم تلك النّفس لنعاس الوهم لأنّها تبقى بعيدة عن كلّ حلم باطل . إن أنجزنا ذلك ، بحسب تعاليم الرب يسوع الكلمة الإلهيّ ، نعيش حياة شبيهة بحياة الملائكة …
في الواقع ، إنّ الملائكة هم مَن انتظروا الربّ العائد من عرسه بعيونٍ يقظة على أبواب السماء حتّى يمرّ ” ملك المجد ” ( مزمور ٢٤ [ ٢٣ ] : ٧ ) من جديد ، حين يعود من العرس ويدخل في الغبطة الموجودة فوق السماوات . لقد خرج من هنا ” كالعَريسِ الخارِجِ مِن خِدرِه ” ( مزمور ١٩ [ ١٨ ] : ٦ ] … ضمّ إليه – كعذراءٍ – طبيعتنا التي صارت خاطئة بتعبّدها للأصنام والأوثان ، وأعادها إلى حالة الكمال من خلال تجديد الأسرار . الآن وقد انتهى العرس لأنّ الكلمة تزوّج الكنيسة … وأُدخِلت إلى غرفة الأسرار ، فإنّ الملائكة ينتظرون عودة ملك المجد وسط الغبطة التي تناسب طبيعته الإلهيّة.
لقد ذكر النصّ أنّ حياتنا يجب أن تكون شبيهة بحياة الملائكة ، كي نعيش مثلهم بعيدًا عن الخطيئة والرذيلة والوهم ، ونصبح مستعدّين لمجيء الرّب يسوع المسيح الثاني ، ونسهر على أبواب بيوتنا ، مستعدّين للطاعة حين يقرع الباب عند مجيئه . ” أجل ، إنّي آتٍ على عجل ” آمين ! تَعالَ ، أيُّها الرّبُّ يسوع ( رؤيا يوحنا ٢٢ : ٢٠ ) .