Pumpkins

Pixabay CC0

هالويين مجددًا…

كثيرون هم الذين ينجرفون في موجة “إبتداع” رموزه على وجوههم و لباسهم… فتغرق محالنا، و الكثير من شوارعنا و شاشاتنا وصولاً الى وسائل تواصلنا الإجتماعي بوجوه السحرة و الشياطين…والأسوأ أن كثيرين، يرون في هذه الوجوه رمزاً للإحتفال بجميع القديسين!! لا شك أن […]

Share this Entry

كثيرون هم الذين ينجرفون في موجة “إبتداع” رموزه على وجوههم و لباسهم… فتغرق محالنا، و الكثير من شوارعنا و شاشاتنا وصولاً الى وسائل تواصلنا الإجتماعي بوجوه السحرة و الشياطين…والأسوأ أن كثيرين، يرون في هذه الوجوه رمزاً للإحتفال بجميع القديسين!!
لا شك أن جميع القديسين، دون إستثناء هم براء من هذه الوجوه و ما تستثيره في قلوب الناس.
و إذا كان في الإعادة إفادة، فلنعيد:
كانت شعوب السلتيك تحتفل بالسنة الجديدة في الأول من تشرين الثاني، و كان الإعتقاد سائد أن أرواح الموتى تجول الأرض في الليلة التي تسبق العيد. و بهدف “الحماية” من بعضٍ منها قد يكون شريراً أو”عائداً من أجل الإنتقام من أعدائه أو عائلاتهم”، أخذت تلك الشعوب تقوم بطقوس معينة بهدف إخافة و إبعاد تلك الأرواح: فأخذوا يضرمون النيران ويرتدون الأقنعة التي كانت تُعتبر “مقدسة” …. وعلى مر الزمن أضافت الوثنية على هذا التاريخ لمساتها القاتلة تحت عنوان “مهرجان المرح ” الذي أصبح “هالوين” كما نعرفه.
و لكن ما علاقة هذا الإحتفال بعيد جميع القديسين؟
تم نقل الاحتفال بعيد جميع القديسين إلى الأول من تشرين الثاني الشهير في القرن التاسع ، و هنا أعطيت الكنيسة فرصة “لتعمّد” التقليد الوثني القديم. فقامت ببساطة بإستبدال المنظور الوثني للعلاقة مع الموتى بالنظرة المسيحية:
وهكذا، في 1 تشرين الثاني نكرم ونطلب شفاعة القديسين – الموتى الذين انتقلوا وهم في حالة نعمة و صداقة مع المسيح وهم الآن في السماء . و في 2 تشرين الثاني نصلي من أجل النفوس المطهرية – الموتى الذين إنتقلوا في صداقة مع المسيح ولكن لا يزالون في حالة تطهير من أنانيتهم قبل أن يتمكنوا من التمتع بملء الشركة مع الله.
لكن بالطبع هناك من تجتذبه جنون (مهرجانات العالم ) و (عالم الأشباح) و أمور السحر و أساليبه، أكثر بكثير من أمان الرب و دفء محبته….فكان الإصرار على إستخدام كل المؤثرات لتشويه المضمون المسيحي.
و عليه، يتوجب على المؤمنين، التمييز بين ما ينبض بالخير و ما هو لروح الشر. و ما يحصل في هذا الوقت من كل عام، هو عملية تطبيع للرموز الشيطانية ” بمعنى جعلها و كأنها تبدو طبيعية لا بل مسلية و مفيدة!!!! و لا يُقال هذا من باب الوقوع في فخ من يعيشون “هوس المؤامرات” إنما من باب الحكمة التي يوصينا بها الرب بالحذر من المخادع و أساليبه الملتوية.
ثم نتوقف عند واقعة تحدث في بعض البلدان و هو تكريس شهر بأكمله للسحرة وعالم الأشباح في المدارس لا سيما في المرحلة الإبتدائية و هالوين بحلته اليوم هو جزء من تسويق هذه الأفكار البعيدة كل البعد عن جوهر الإيمان و الكتب المقدسة. قد نفهم الآن كيف تطور الأثر الاقتصادي السنوي لعيد الهالوين في أميركا ، بحسب تقرير دايفد سكال ،من ال 6 مليارات دولار بحسب عدد وأنواع الصناعات ل”لوازم العيد” من أقنعة و مساحيق و غيرها… لتصبح اعتبارا من عام 2012، تتجاوز ال 8 مليارات دولار!!!!
ليس من الصعب أن يُعطي ” هالوين” مجدداً نكهةً مسيحية: كل ما يتطلبه الأمر هو وعي المؤمن أنه بإمكانه إستبدال أزياء الرعب بأزياء جميلة… ولما لا تكون لقديسين؟؟؟ فقمة إكرام القديس هو”تقليده” بإختيار حياة النعمة للوصول الى المشاهدة الإلهية…. الى السماء! و يمكن أن تكون جمعتنا “عائلية” و متعتها بريئة : إحتفال بالكنيسة الممجدة و إستذكار لمن رحل من الأحباء بصلاة صغيرة… و لما لا نصنع الحلوى التي كانوا يفضلون: فإنها تعكس حلاوة الرجاء في الحياة الأبدية بدلاً من زرع الخوف …. فبحق الله !! لدينا الكثير منه لنخترع أسباب تستثيره في نفوسنا و قلوب أبنائنا!!!
علّنا اليوم نميّز أسباب الفرح الحقيقي في تاريخنا البشري: و مع قراءة متأنية سنرى أن هذه الأسباب مسببها واحد : الرب المخلص!
فلنتفادى الإزدواجية في حياتنا الإيمانية، فهي مميتة و لنذكر قول الرب على لسان بولس :
“أية شركة للنور مع الظلمة. وأي اتفاق للمسيح مع بليعال… وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان. فإنكم أنتم هيكل الله الحي كما قال الله أني سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلهًا وهم يكونون لي شعبًا. لذلك أخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب …أكون لكم أبًا وأنتم تكونون لي بنين وبنات … فإذ لنا هذه المواعيد أيها الأحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله.” (رسالة بولس الثانية الى أهل كورنتوس).

Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير