Photo: Twitter - L'Osservatore Romano @Oss_romano

التطويبات على طريقة البابا فرنسيس!

قداس احتفالي مع الأقليّة الكاثوليكية في السويد

Share this Entry

ننقل إليكم القداس الإلهي الذي ترأّسه البابا فرنسيس في السويد مع الأقليّة الكاثوليكية ولم يكن القداس مذكورًا في البرنامج الأصلي إنما عدّل البابا فرنسيس فيه بسبب إلحاح المسيحيين عليه. ننقل إليكم أبرز ما أتى في العظة اليوم: “نحتفل اليوم مع الكنيسة جمعاء بعيد جميع القديسين. وبذلك، نحن لا نتذكّر من أُعلنوا قديسين على مرّ العصور فحسب بل إخوتنا وأخواتنا أيضًا الذين عاشوا بصمت حياتهم المسيحية بملء الإيمان والمحبة. بالطبع يوجد بينهم العديد من أقاربنا وأصدقائنا.

احتفالنا اليوم إذًا هو بالقديسين، فالقداسة لا تظهر دائمًا في الأعمال الخارقة والكبيرة بل في الوفاء اليومي لمواعيد عمادنا. تكمن القداسة في محبة الله ومحبة إخوتنا وأخواتنا وهو حب يبقى أمينًا للتخلّي عن الذات والتكرّس الكامل للآخرين. وهنا نفتكر بالأمهات والآباء الذين يضحّون في سبيل عائلاتهم وهم مستعدّون أن يتناسوا أموارًا كثيرة ومشاريعهم الخاصة بالرغم من أنّ الأمر ليس سهلاً.

وإن كان يوجد أمر مشترك بين القديسين فهو هذه السعادة التي كانت تغمرهم. لقد وجدوا سرّ السعادة الحقيقية التي تكمن في أعماق النفس ومصدرها محبة الله. لهذا نحن ندعو القديسين طوباويين. إنّ التطويبات كانت مسيرتهم وهدفهم وأرضهم الأمّ والتطويبات هي طريق الحياة التي يعلّمنا إياها الرب حتى نسير على خطاه. في إنجيل اليوم، نسمع يسوع يعلّم التطويبات أمام الجموع على الجبل المحاذي لبحيرة الجليل.

إنّ التطويبات هي صورة المسيح وبالتالي كل مسيحي. وهنا أودّ أن أذكر واحدة فحسب: “طوبى للودعاء”. يسوع بذاته يقول: “تعلّموا مني أنا الوديع المتواضع القلب” (متى 11: 29). هذه هي الصورة الروحية وهي تكشف وفرة محبته لنا. إنّ الوداعة هي أسلوب عيش وتصرّف يقرّبنا من يسوع ومن أحدنا إلى الآخر. إنها تسمح لنا أن نضع جانبًا كل ما يقسمنا ويبعدنا عن بعض وإلى إيجاد أساليب جديدة للتقدّم في مسيرة الوحدة”.

وتابع البابا ليقول: “إنّ التطويبات هي بمعنى آخر بطاقة هوية المسيحي. إنها تبيّن بأننا أتباع يسوع. نحن مدعوون لكي نكون طوباويين وأتباع يسوع، أن نواجه الصعاب بروح ومحبة يسوع”. وأضاف: “طوبى لمن يبقون مثمرين بينما يواجهون الشرّ الذي يقترفه الآخرون تجاههم ويسامحون من كل قلبهم. طوبى لمن ينظرون في عيون المهمّشين والمتروكين ويظهرون لهم القرب. طوبى لمن يرون الله في كل شخص ويجهدون في سبيل جعل الآخرين يكتشفون المسيح. طوبى لمن يحمون ويهتمّون ببيتنا المشترك. طوبى لمن يتخلّون عن راحتهم الذاتية في سبيل مساعدة الآخرين. طوبى لمن يصلّون ويعملون من أجل تحقيق الوحدة الكاملة بين المسيحيين. كلّ هؤلاء هم رسل رحمة الله وحنانه وبالتأكيد سيُكافأون على ذلك.

أيها الإخوة والأخوات، إنّ الدعوة إلى القداسة هي موجّهة إلى كل شخص منا ويجب أن نحصل عليها من الله بروح الإيمان. إنّ القديسين يحفّزونا بسيرتهم وبشفاعتهم لنا أمام الله ونحن بحاجة إلى بعضنا البعض إن أردنا أن نكون قديسين. لنسأل الله معًا نعمة قبول هذه الدعوة بفرح وأن ننضمّ إلى تحقيقها إلى الملء. نحن نوكل كلّ نوايانا إلى أمنا السماوية ملكة القديسين والحوار الهادف إلى الوحدة الكاملة بين المسيحيين حتى نبارَك في جهودنا ونصل إلى القداسة بوحدتنا”.

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير