“إنّ تذكار الموتى هو لحظة حزن ممزوجة بالرجاء” هذا ما سلّط الضوء عليه البابا فرنسيس في 2 تشرين الثاني في عيد تذكار الموتى: الحزن أمام الموت، رجاء القيامة. في الواقع، لقد احتفل البابا بالقداس الإلهي على نية الموتى المؤمنين في المقبرة الرومانية فلامينيو في شمال المدينة والتي تدعى “الباب الأول”(Prima Porta).
تأمّل البابا في عظته بشخصية أيوب، في العهد القديم، الذي “حتى في أثناء الظلام، على باب الموت وأمام لحظة القلق والألم والوجع، نادى بالرجاء. وقال: “أنا أعلم، يقول أيوب “فاديّ حيّ وسيقوم الأخير على التراب وبعد أن يكون جلدي قد تمزّق أعاين الله في جسدي” (أيو 19: 25 – 26). وأشار البابا إلى أنّ لتذكار الموتى بعدان: شعور الحزن من جهة على “أقاربنا الذين غادرونا” ولأنّ الموت يذكّرنا بالمستقبل”. وتابع: “إنما نحن نحمل الورود كعلامة للرجاء وكنبوّة للعيد. وعندئذٍ يمتزج الحزن بالرجاء. إنه الرجاء الذي يمنحنا إياه المسيح “الذي فتح لنا الباب من أجل الدخول إلى حيث نعاين الله”.
وأضاف: “نحن أيضًا سنتبع هذا المسار عاجلاً أم آجلاً بالقليل من الألم أو الكثير إنما حاملين زهرة الرجاء مع هذا الخيط المتين المتجذّر في الحياة الثانية، رجاء القيامة”. وشجّع البابا قائلاً: “لندخل إلى ديارنا حاملين هذه الذكرى المزدوجة في عقولنا: ذكرى الماضي لأحبّائنا الذين غادرونا وذكرى المستقبل، للمسيرة التي سنقوم بها. إنما مع الحفاظ على “الثقة” والأمانة ووعد المسيح: “سأقيمه في اليوم الأخير”.
وكان قد وضع البابا قبل الاحتفال بالذبيحة الإلهية باقة ورد على القبور وتوجّهوا إلى المغاور الفاتيكانية للصلاة أمام الباباوات المتوفين. وفي سياق آخر، كان قد دعا البابا إلى الصلاة على “نية كلّ الموتى المنسيين” من خلال نشر تغريدة على تويتر في اليوم نفسه كاتبًا: “لنقف أمام قبور أقربائنا بإيمان مصلّين على نيّة الموتى الذين لا يتذكّرهم أحد”.
وأما النية الجامعية التي خصّصها البابا فرنسيس في شهر تشرين الثاني فهي على نية استقبال اللاجئين وتحديدًا دعم البلدان التي تستقبل اللاجئين من خلال الصلاة. تُخصص نية الصلاة التبشيرية على نية التعاون مع الكهنة والعلمانيين في خدمة الكنيسة من دون الانجرار إلى تجربة اليأس.