Gargoyle - Pixabay - CC0 PD

نجّنا من الشرّير

مداخلة لأسقف لينكولن عن الشرّير والشرّ

Share this Entry

“إنّ الشيطان يعمل غالباً عبر طرق غير جليّة، قد تتّخذ شكل تجارب يهمس بها وتترسّخ في قلوبنا بوسائل لا نلاحظها”. انطلاقاً من هذه الجملة، سنتطرّق إلى ما كتبه أسقف لينكولن في ولاية نبراسكا الأميركية جايمس كونلي، في محاولة لفهم لما نقول كلّما صلّينا “نجّنا من الشرّير”، بناء على ما نشره القسم الإنكليزي في زينيت.

“إنّ الشرّ حقيقيّ، وليس فكرة نظريّة أو غياب الخير ببساطة. إنّ الشرّ شخص يتمثّل بإبليس. وإبليس هو الملاك الذي عارض الله، رغبة منه في تعطيل قوّة الله في حياتنا. كما وأنّه أبو الكذب الذي يريد أن يوقعنا في الشرّ للحؤول دون تحقيق مخطّطات الله في حياتنا، ولمنعنا من فعل الخير في العالم وإبعادنا عن الخصوصيّة الأبديّة مع الله في السماء.

يمكن للشرّ أن يمنعنا من عيش حياتنا كما صنعها الله: أي أنّه يستطيع أن يمنعنا من أن نصبح القدّيسين الذين يريدنا الله أن نكون عليهم. كما وأنّ الشرّ قد يجعلنا عبيداً، ليصل بنا الأمر إلى الانفصال النهائي عن الله، ممّا يؤدّي إلى إدانة أبديّة. إلّا أنّ الرب يتغلّب على جميع الشرور، بدون أن ننسى أنّ القدّيس بولس علّمنا أنّ الحرّية موجودة حيث يكون روح الرب”.

لكن ما معنى هذا؟ يشرح الأسقف كونلي أنّه عبر قوّة الله، وبوحود الروح القدس، يمكن لنا التغلّب على الشرّ والتحرّر. فعندما أصبح المسيح إنساناً، وعندما مات وغلب الموت بقيامته، أكّد لنا أننا نستطيع التخلّص من الشرّ عبر انتصار يسوع. كما وأكّد لنا أنّنا سنتحرّر من الشرّ عبر العماد والتثبيت والاعتراف، لا سيّما عبر المناولة. ويؤكّد الأسقف أنّ حياتنا قد تتعثّر بشرّ الخطيئة، وهذا الشرّ قد يقيّدنا، فيحرمنا من عيش الحرّية الحقيقية التي أرادها الله لنا، إلّا أنّ المسيح يمكنه أن يُبعد ذاك الشرّ كلّما صلّينا الصلاة الربّية، ويمكنه أن يحرّرنا من الشرّير!

ويضيف الأسقف كونلي: “إنّ الشيطان يعمل غالباً بطرق تبدأ بشكل مخفيّ، ثمّ تكبر لتصبح مشاكل خطيرة مع الوقت، رغبة منه في أن تكون أعماله غير مرئيّة في حياتنا”. ثمّ شدّد الأسقف على أنّ هناك من يلتقون إبليس بطرق مأساوية تتخّذ شكل المسّ الشيطاني. إلّا أنّ الله يريدنا دائماً أن نكون متحرّرين من تأثير الشرّ في حياتنا، وهو يرغب في أن يخلّصنا من كلّ شرّ. وهنا، أشار كونلي إلى أنّ الصلاة لأجل التحرّر – بكلّ ثقة بالله – قد تحوّل حياتنا، التي ستكون بدورها قد عادت إلى سلطة يسوع.

وختم كونلي قائلاً: “إنّ الشرّ حقيقي، لكنّ النعمة أيضاً حقيقيّة. لا تنسوا أنّ قوّة نعمة الله تتخطّى كلّ شرّ، ويمكنها أن تتفوّق على جميع شرور حياتنا… وبناء على قول القدّيس بطرس إنّ ثمار الروح هي المحبّة والفرح والسلام والصبر واللطف والكرم والإيمان والوداعة والسيطرة على النفس، هكذا يرغب الله في إضفاء تلك الثمار على حياتنا، وفي تحريرنا من كلّ ما يُبعدنا عنه! أيها الرب، نجّنا من الشرّير”.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير