الأب جورج جحولا من بغديدا لزينيت: نحن اليوم كالجريح الذي وقع في أيدي اللصوص، واليوم نحتاج إلى سامري صالح يلتفت إلى جروحنا

مع التطورات الإيجابية التي توالت في الأسابيع الماضية على الساحة العراقية، التقت زينيت بالأب جورج جحولا من أبرشية الموصل وكركوك وكوردستان للسريان الكاثوليك، من سكنة بغديدا / قره قوش للحديث معه عن مختلف التطورات والمستجدات على الساحة العراقية وبشكل خاص بشأن الخبرة […]

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

مع التطورات الإيجابية التي توالت في الأسابيع الماضية على الساحة العراقية، التقت زينيت بالأب جورج جحولا من أبرشية الموصل وكركوك وكوردستان للسريان الكاثوليك، من سكنة بغديدا / قره قوش للحديث معه عن مختلف التطورات والمستجدات على الساحة العراقية وبشكل خاص بشأن الخبرة التي عاشها كمسيحي وككاهن يرافق المسيحيين المهجرين، بعد أكثر من سنتين على تهجيرهم من قره قوش، ذات الأغلبية المسيحية.
*
س:  متى كانت آخر زيارة لك لمنطقتك قبل التهجير؟
 
أمضيت فترة الصوم وعيد القيامة، التي سبقت التهجير بثلاثة أشهر، في خورنة مار بهنام وسارة في بغديدا، حيث كنتُ أخدُم. ثم عُدتُ إلى إيطاليا لإكمال اطروحة الدكتوراه في العلوم الكتابية.
 
س: كيف كان شعورك عند سماعك بأن منطقتك قد أغتُصِبت بيد داعش؟
 
في تلك الفترة كُنتُ أتابع اخبار البلدة والمنطقة بصورة عامة، خاصة فترة التهجير الأولى (24/6/2014). ولكن عند سماعي خبر سقوط بلدات سهل نينوى أخبَرتُ أصدقائي الأيطاليين بأن الأمر قد انتهى. هذا ما فتح في ذهني الكثير من التساؤلات والتقديرات التي ذهبت بي إلى استنتاجات تثير القلق فيما يخص تراث شعبنا وكنيستنا.
 
س:  بعد سنتين وثلاثة أشهر من النزوح، عندما بدأت القوات العراقية والقوات الأخرى بتحرير مناطقكم، حدثنا أبونا: ما هو رأي أبناء رعيتكم بخصوص العودة؟
 
الجميع كان ينتظر سماع أخبار إعلان ساعة الصفر لتحرير الموصل وبلدات سهل نينوى، وبالتأكيد كان وقع هذا الأمر إيجابي ومُفرح في حياة وتعابير وجوه الناس.
 
س: بعد تحرير منطقتكم، حدثني عن شعورك وأنت تدخل بلدتك أول مرة بعد التهجير وكيف رأيتها؟
 
كُنتُ أعتبر دائما أن بغديدا بالنسبة لي هي أرض الميعاد التي تمنح لي ضمان الحياة المطمئنة العبادة الصادقة للرب. كما أني أعتبرها كالأم التي تفتح ذراعيها لإستقبال أبنائها المُهجّرين. لكني وجدتُ بلدتي قد عانت التخريب الذي ربما كان غير متوقع أن يكون بهذه الصورة، لكني كُنتُ أردد في نفسي وأقول: سوف نُعمّركِ.
 
س: في حال عودتكم هل سيكون لكم حماية لكي تعودوا إلى مناطقكم، وهل سيكون لكم مشاريع فيما يخص الإعمار؟
 
إن قوات الجيش التي تقدمت في مناطقنا سوف تنسحب حالما تنتهي الفترة اللازمة لتطهير المنطقة، بعدها سوف نحتاج إلى نُخبة من رجال أكفّاء بالإضافة إلى قوة شبابية من أبناء المنطقة لكي يمسكوا الأرض ويُبعِدوا عنها أي مطامع قد تستغلها فئات أخرى. أما فيما يخص الإعمار، فمنذ فترة ونحنُ نُخطط ونحشد الطاقات لبدء الإعمار حالما تكون المنطقة مؤمنة من الألغام والمتفجرات. وفي هذا الصدد نناشد المنظمات الدولية والمانحين الآخرين بالتعاون معنا لإعادة إعمار مناطقنا بكافة احتياجاتها. فنحن اليوم كالجريح الذي وقع في أيدي اللصوص، واليوم نحتاج إلى سامري صالح يلتفت إلى جروحنا.
 
س: ماذا تحب ان تقول للعالم من خلال موقعنا زينيت؟
 
بالتأكد أن الأشخاص المُتابعين لقضيتنا كان ومنذ التهجير ينتظرون أخبار التحرير، والعديد منهم كانوا يبدون استعدادهم للتقديم العون لنا. لذا حان الوقت لكي يساهم كل شخص بما يجده مناسبا، من دعم معنوي، روحي ومادي. ونحن بإنتظاركم في “أرض الميعاد”.
 
اشكر وكالة زينيت الاخبارية على تغطية احداث ما يجري في بلدنا أدامكم الله.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

شوقي شمعون

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير