Candles in the wind

Pixabay CC0

هل زارت الأنفس المطهريّة الناس على الأرض؟

متحف يضمّ آثار هذه الأنفس في روما

Share this Entry

إن زرتم روما خارج أسوار الفاتيكان، (تحديداً داخل كنيسة القلب الأقدس في براتي قرب كاستل سانت أنجيلو)، لا بدّ من أنّكم رأيتم متحفاً صغيراً مكرّساً للأنفس المطهريّة، يعرض أغراضاً بسيطة ككتب للصلاة وألبسة. وهذا ليس بشيء غير اعتياديّ، إلى أن تدركوا أنّ كلّ غرض يُظهر آثار ميت (كبصمات محترقة لا تفسير لها)، عندما ظهر لأحباب له على الأرض طالباً الصلوات والقداديس ليتحرّر من المطهر!

وبناء على ما ورد في مقال أعدّته هانا بروكهاوس ونشره موقع catholicnewsagency.com الإلكتروني، يضمّ المتحف المذكور حوالى 15 شهادة جمعها الأب فيكتور جويه الفرنسي من كلّ أنحاء أوروبا.

في الكثير من الحالات، من الواضح أنّ الآثار تُركت كدليل على حضور الميت. كما أنّ البعض منها سُجّل أرشيف أديرة معيّنة، كحالة الأخت مارغريتا من رهبنة القلب الأقدس، التي قضت فترة في المطهر لقلّة صبرها على تقبّل مشيئة الله. وثمة مثال آخر هو كتاب صلوات يعود لماريا زاغانتي، ويُظهر بصمات صديقتها المتوفّاة بالميرا راستيلي التي أتت لطلب تقديم القداديس على نيّتها. ولن ننسى أن نذكر بصمة يد الأب بانزيني مع صليب على طاولة خشبيّة تعود للمكرّمة كلارا إيزابيل فورناري من رهبنة القديس فرنسيس.

تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الأب جويه أسّس “متحف الأنفس المطهريّة” عام 1897، ضمن كنيسة القلب الأقدس، بعد أن اندلع حريق في الكنيسة، وهرع الأب جويه لتفقّده. عندها، رأى على الجدار خلف المذبح صورة وجه بشريّ حزين، وعرف أنّه يعود لنفس رجل ميت يحاول التواصل مع أحد المؤمنين على الأرض.

التعاليم الكاثوليكية

من ناحية أخرى، تشير التعاليم الكاثوليكية حول الحياة بعد الموت إلى ثلاثة أماكن يمكن للنفس أن تبلغها بعد الموت: السماء، الجحيم أو المطهر. من يصلون إلى السماء هم الذين ماتوا بنعمة الله. أمّا الأنفس التي تصل إلى الجحيم فهي التي اختارت بكامل حريّتها الابتعاد عن الله عبر العيش في الخطيئة المميتة، فيما المطهر هو المكان الذي تبلغه الأنفس التي ماتت بصداقة مع الله، لكن التي يعوزها القليل من التطهّر كي تبلغ القداسة اللازمة لدخول فرح السماء. ونشير هنا إلى أنّه من المؤكّد أنّ هذه الأنفس المطهريّة ستدخل إلى السماء حالما تتنقّى.

كما وتعلّمنا الكنيسة أنّ الأنفس المطهريّة تعتمد على صلوات من ما زالوا على الأرض للتخفيف من معاناتها المؤقّتة، ولاستعجال وصولها إلى السماء. وبالمقابل، يمكن للأنفس المطهريّة أن تصلّي لمن هم على الأرض.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير