الأم تريزا وهيلاري كلينتون

22 يناير 1994: كان يوم صلاة خاص في الولايات المتحدة الأميركية ، وللمناسبة أقيم إفطار كانت المتحدث الرئيسي فيه ” الأم تريزا” و بين الحضور كانت السيدة الأولى أنذاك هيلاري كلينتون. تحدثت الأم تريزا عن الفساد الثقافي الذي ينتج جرائم ضد الذين […]

Share this Entry
22 يناير 1994:
كان يوم صلاة خاص في الولايات المتحدة الأميركية ، وللمناسبة أقيم إفطار كانت المتحدث الرئيسي فيه ” الأم تريزا” و بين الحضور كانت السيدة الأولى أنذاك هيلاري كلينتون. تحدثت الأم تريزا عن الفساد الثقافي الذي ينتج جرائم ضد الذين لم يولدوا بعد. و قالت :
” أشعر أن أعظم مدمر للسلام اليوم هو الإجهاض، لأنه حرب ضد الطفل، وقتل مباشر لطفل بريء من قبل الأم نفسها. وإذا قبلنا أن الأم يمكن أن تقتل حتى طفلها، كيف يمكن لنا أن نعظ الناس الآخرين وننهيهم عن قتل بعضهم البعض؟!… أي بلد يشرّع الإجهاض لا يعلم مواطنيه الحب، ولكن يشجعهم على استخدام العنف، أي عنف، من أجل الحصول على ما يريدون. وهذا هو السبب في أن أعظم مدمر للحب والسلام هو الإجهاض.”
لم تقف السيدة الأولى و لم تصفق… و لكن الأم تريزا أكملت بشجاعة : ” فلنحارب الإجهاض و لندعم التبني …أرجوكم لا تقتلوا الطفل… إذا كنتم لا تريدونه أعطوني إياه… في منزلنا في كالكوتا وحدها، لقد أنقذنا أكثر من 3000 طفل من الإجهاض. لقد جلب هؤلاء الأطفال الحب والفرح لبيوت كانت تفتقر لها…”
لم تكن السيدة الأولى توافق الأم تريزا على ما قالته، فكلينتون من داعمي “حقوق” الإجهاض! و لكن هذا لم يمنع صاحبة الساري الأبيض و القلب الأبيض من أن تذهب للأخير في التعبير عن الحق.
لاحقاً، على الطاولة عند تناول الطعام سألت كلينتون الأم تريزا :
” لماذا برأيك حتى الآن لم تحظى بلادنا بإمرأة في منصب الرئيس؟”
لم تتردد “أم الفقراء” في النظر الى السيدة الأولى قائلة :
“على الأرجح لأنه تم إجهاضها في الرحم!”
ما يقارب ال 22 عاماً مر على هذا الحدث، واليوم تبرز هاتين السيدتين بالتزامن مرة أخرى . كلينتون هذه المرة كمرشحة لمنصب الرئيس في بلادها و الأم تيريزا قديسة على مذابح الكنيسة جمعاء، بعبارة أخرى مثال يُحتذى به ؛لكن للأسف كلينتون لم تستمع لحكمة الأم القديسة و لم تتبنَ ثقافة الحياة و هي اليوم لا تزال مصرة على الموقف المميت…و عشية الإنتخابات الأمريكية، وفي ظل غياب “الخيارات الفاضلة”، لا يسعنا إلا الصلاة كي تنفتح القلوب على عمل الروح علّ من يفوز في الرئاسة في واحدة من أعظم الدول، يعود الى وقفة إنفتاح على ثقافة الحياة والأخوة الحقة تشريعاً و تطبيقاً، بعيداً عن روح الأنانية القاتلة و العنصرية الهادمة التي لا تؤول إلاّ لموت الإنسان و إنحدار الأوطان.
Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير