Pope-Francis-celebrating-Mass-at-the-Santa-Marta-residence-OSS_ROM

البابا فرنسيس: "ملكوت الله ليس ديانة "استعراضية" تبحث عن أمور وإلهامات ورسائل جديدة"

في خلال عظته الصباحية من دار القديسة مارتا

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

حذّر البابا فرنسيس يوم الخميس كل المسيحيين من تجربة الظهور أو الاستعراض التي تبحث عن إلهامات جديدة بشكل مستمر مقارنًا إياها بالمفرقعات النارية التي تبهرنا بنورها قبل أن تفقع. أتى تعليقه في خلال القداس الذي ترأّسه في دار القديسة مارتا مستوحيًا من القراءة التي تقدّمها ليتورجيا اليوم وهي ردّ يسوع على الفريسيين حول كيفية مجيء ملكوت الله وشدد كيف أنّ على المسيحيين أن يحافظوا على الرجاء في كل يوم بينما ينتظرون مجيء ملكوت السموات.

أخبر يسوع الفريسيين بأنّ “ملكوت الله هو بينهم” وقد قارنه البابا بالبذرة الصغيرة التي تُزرع في الأرض وتنمو وحدها مع مرور الوقت. وفسّر بأنّ الله هو الذي ينمّيها من دون تسليط الضوء عليها. وتابع ليقول: “إنّ ملكوت الله ليس ديانة “استعراضية” تبحث عن أمور وإلهامات ورسائل جديدة… تكلّم الله من خلال يسوع المسيح: هذه الكلمة الأخيرة لله، أما الباقي فهو أشبه بالألعاب النارية التي تضيء للحظات ولا يبقى شيء منها! لا شيء، ما من نموّ ولا نور ولا شيء أبدًا: إنها مجرّد لحظة! كثيرًا ما ننبهر بالديانة الاستعراضية من خلال البحث عن أمور خارجة عن الوحي وعن وداعة ملكوت الله الذي هو في داخلنا وينمو. إنّ هذا البحث ليس رجاء إنما هو هذه الرغبة بالحصول على ضمانات بين أيدينا. إنما خلاصنا يأتي من خلال الرجاء، رجاء الإنسان الذي يزرع حبة القمح أو المرأة التي تحضّر الخبز: ومثلما يمتزج الدقيق بالخميرة هكذا أيضًا ينمو الرجاء. أما هذا النور الاصطناعي فهو ليس إلاّ لحظة آنية تغيب كالألعاب النارية التي لا تفيد في إنارة المنزل لأنها مجرّد استعراض”.

ثم سأل البابا بمَ يمكننا فعله بانتظار حلول ملكوت الله، فسّر بأنه علينا أن نتحلّى بالرجاء… أن نحافظ على صبرنا في العمل والآلام، أن نحافظ على صبرنا كما يحافظ عليه الرجل الذي زرع البذرة ومن ثم يصبر على النبتة ولا يسمح بأن تنمو الأعشاب الضارة من حولها. حافظوا على رجائكم. وهنا أودّ أن أطرح عليكم سؤالاً: إن كان ملكوت الله بيننا اليوم، لو كل واحد منا يملك هذه البذرة في داخله، إن كان الروح القدس هنا، فكيف نحن نحافظ عليه؟ كيف يمكنني تمييز النبتة الجيدة من الفاسدة؟ إنّ ملكوت الله ينمو فماذا علينا أن نفعل حيال ذلك؟ فلنحافظ عليه! لقد خُلّصنا بالرجاء. الرجاء هو موضوع تاريخ الخلاص. رجاؤنا يكمن في لقاء الرب!”

وفي الختام، تابع البابا ليفسّر كيف يصبح ملكوت الله قويًا من خلال الرجاء. “لنسأل أنفسنا: هل أتحلّى بالرجاء؟ أو أعيش من دون تمييز الخير من الشر، البذرة من الزؤان، النور الوديع للروح القدس من ضوء الأمور الاصطناعية؟ لنسأل أنفسنا عن الرجاء في هذه البذرة التي تنمو في داخلنا وكيف نحافظ على رجائنا. إنّ ملكوت الله هو بيننا إنما علينا من خلال الراحة والعمل والتمييز أن نحافظ على رجاء هذا الملكوت الذي ينمو حتى مجيء الرب ويتحوّل عندئذ كل شيء. في لحظة: كل شيء يتحوّل! وفي تلك اللحظة، وكما يقول القديس بولس لأهل تسالونيقي سنقيم جميعنا معه!”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير