Messe-à-Sainte-Marthe-©-LOsservatore-Romano

البابا يشرح كيف يحضّر عِظاته

خلال مقابلة له مع الأب سبادارو

Share this Entry

تأمّل طويل في الإنجيل وقراءات أدبيّة “لمعرفة قلب الإنسان”، هكذا يشرح البابا فرنسيس الطريقة التي يحضّر من خلالها عظاته، وذلك خلال مقابلة أجراها معه الأب اليسوعي أنطونيو سبادارو في 10 تشرين الثاني الحالي.

وبحسب مقال أعدّته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، حدّد الحبر الأعظم خلال المقابلة الفرق بين عظة ومحاضرة قائلاً: “إنّ العظة هي إعلان كلمة الله، فيما المحاضرة هي شرح لكلمة الله. العظة تعني التبشير وأخذ دور الملاك. أمّا المحاضرة فهي تعني لعب دور الطبيب”. وبالنسبة إلى الأب الأقدس، إنّ العظة مرتبطة بمهمّة الراعي وبصلاته وبكلمة الله. فإن نقصت هذه العناصر، لن تعود العظة عظة!

في السياق عينه، أشار أسقف روما إلى الطريقة التي يحضّر من خلالها عظاته، قائلاً إنّه يلجأ إلى التحضير الروحي طوال النهار. وشرح: “أبدأ بالتحضير قبل يوم عند الظهر، بحيث أقرأ نصوص اليوم التالي، وأختار إحداها. ثمّ أعاود قراءة النصّ الذي اخترته بصوت عال لأنني أكون بحاجة إلى سماع الصوت والكلمات. بعد ذلك، ألجأ إلى تسطير الجمل التي تلمس قلبي… وفي ما تبقّى من النهار، تتبادر التعابير والأفكار إلى رأسي فيما أكون أفعل ما يجب فعله: أتأمّل وأفكّر وأتذوّق الأمور”.

لكنّ البابا عاد وقال إنّه في بعض الأيّام، “يحلّ المساء ولا يكون شيء تبادر إلى ذهني، فلا تكون لديّ أيّ فكرة عمّا سأقوله في اليوم التالي. لذا، ألجأ إلى ما قاله القديس إنياس: أنام، وعندما أستيقظ يكون الوحي قد وصل إليّ”.

من ناحية أخرى، أكّد الأب الأقدس أنّ قراءة الكتب والأشعار قد تساعد على تحضير العظات. وذكر الحبر الأعظم أنّ دوستوييفسكي يساعده كثيراً، لاسيّما كتابه “الإخوة كارامازوف”. أمّا في الشعر، فقد سمّى البابا نينو كوستا وعمله “راسا نوسترانا”، بالإضافة إلى دانتي. “إنّ الأدب يقرأ قلب الإنسان ويساعد على فهم الرغبة والروعة والبؤس. ليست تلك نظريّة، بل هي تساعد على التبشير ومعرفة القلب…”

ولم ينسَ البابا الإشارة إلى أنّ “العظة هي دائماً “سياسيّة” لأنها تحصل وسط الشعب. لكلّ ما نفعله بُعد سياسي. وما نفعله يتعلّق ببناء الحضارة. ويمكننا قول الشيء نفسه في كرسي الاعتراف، بما أننا نبني الخير العام عندما نحلّ أحدهم من خطاياه”.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير