Pixabay - CC0

ماذا يتعلّم الأولاد عندما تفوّتون القدّاس يوم الأحد؟

ستة تعاليم خاطئة تبقى راسخة في أذهانهم

Share this Entry

يدرك جميع الأهل أنّ أولادهم يحفظون غيباً كلّ ما يقولونه ويفعلونه، إلى درجة أنهم أحياناً يقفون وجهاً لوجه أمام طرقهم الخاطئة عبر كلمات أولادهم وأعمالهم. ومع أنّ أحداً منّا ليس كاملاً، نتحمّل مسؤوليّة محاولة قولبة تصرّفاتنا التي نريد أن يقلّدها أولادنا. وبقدر ما يتعلّم الأولاد ممّا نفعله، يتعلّمون أيضاً ممّا لا نفعله. وما سنركّز عليه في مقالنا هذا، يتمحور حول جعل قدّاس الأحد أولويّة أو لا.

وبما أنّ لكلّ شيء عواقب، سنستعرض معاً النتائج الستة التي يتعلّمها الأولاد في حال فوّتنا الذبيحة الإلهيّة، كما كتبت عنها بيكي روش ضمن مقال نشره موقع catholic-link.org الإلكتروني.

 الله مهمّ، لكن ليس كثيراً

إن استطعتُ الإفساح في المجال أمام الله فهذا جيّد، لكن فقط إن كان الأمر يلائمني، لأنّ كرة القدم أو النشاطات الأخرى والنوم لساعة متأخّرة أهمّ من بذل جهد لأكون مع الله ساعة في الأسبوع.

الله لا يعني حقاً ما يقوله

نعم، وصيّة الله تقضي بأن نحفظ يوم الرب، لكنّ الله لا يفهم مدى انشغالي أو تعبي أو عدد أولادي، لذا يمكنني أن أقرّر، بناء على نمط عيشي وظروفه، ما يعنيه الله بوصيّته هذه وبوصاياه الأخرى. ويعود لي أن أختار وصايا الله التي أرغب في اتّباعها.

الكنيسة لا تتوقّع منّا حقاً أن نلتزم بتعاليمها

الكنيسة توصي بالمشاركة في الذبيحة الإلهية الخاصة بيوم الأحد، لكنّها لا تفهم مدى انشغالي، لذا أنا سأفسّر وسأعلّل ما تقصده الكنيسة بهذه الوصيّة بحسب ظروفي.

القدّاس يعنيني وحدي ويعني ما قد أحصل عليه من جرّائه

عندما نذهب إلى القداس كما يحلو لنا، ننسى أنّ المشاركة في الذبيحة الإلهيّة تبني المجتمع الكنسيّ. فالكنيسة قد تحتاج إلى أن نقرأ أو أن نغنّي في الكورس، أو أن نحمل القرابين. كما وأنّ رؤية إحدى العائلات في الكنيسة قد تبهج عجوزاً مثلاً. هناك أسباب عديدة لكوننا مجتمع إيمان، ولكوننا نتشارك العبادة.

عندما تكون الأمور صعبة/مملّة، ليس عليّ فعلها

إن لم نذهب إلى القداس وعَزَونا السبب إلى كونه “مملاً” أو أننا لا نفهم منه شيئاً، سيتعلّم أولادنا أنّنا نفعل فقط ما هو مسلّ وممتع. وهذا ليس صحيحاً، سواء من ناحية الإيمان أو في الحياة اليوميّة.

الشكّ في وجود يسوع الحقيقي في القربان، وفي النِعم التي تتأتّى لدى تناوله

إن كنتم تظنّون حقاً أنّ يسوع موجود في القربان وأنّه هو من يعلّمنا في قدّاس الأحد، فما الذي قد يُبعدنا عنه؟ لمَ لن نرغب في الحصول على النِعم التي يغدقها علينا عبر هذه الهبة المميّزة؟

تشير تعاليمنا إلى أنّ القربان هو في قلب حياة الكنيسة، وأنّ المسيح سفك دمه عنّا ولأجل الكنيسة، وأنّه عبر هذه التضحية إنّما يسكب نِعم الخلاص على “جسمه” أي الكنيسة.

في النهاية، لا يسعنا إلّا القول إننا نعرف جميعاً مدى صعوبة اصطحاب الأولاد إلى القداس، إلى درجة أنّ البعض يشعرون أنهم خرجوا من مباراة ملاكمة لدى انتهاء القداس! صحيح أنّها معركة، لكنّها معركة تستحقّ أن نخوضها. وما من مكان نصطحب أولادنا إليه أفضل من قدمَي يسوع! وما من أمثولة نعلّمهم إياها أفضل من جعل الله أولوية، مهما كان يجري في حياتنا!

احزروا ماذا سيحصل إن انتظرتم أولادكم ليكبروا كي تصطحبوهم إلى الكنيسة؟ هذا لن يحصل. فالشيطان يجد لنا أعذاراً دائمة لنفوّت الاحتفال بأسمى أشكال الصلاة على الأرض، فيما الله سيعطينا دائماً النِعم لنجيب بنَعم عندما نطلب منه أن يساعدنا في هذا.

فلنجعل من قدّاس الأحد الشيء الوحيد الذي تفعله العائلة مجتمعة، لأنّ النِعم والبركات التي تنالها ستحوّل حياتها بطريقة قويّة!

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير