Pixabay - winner01 - CC0

"لا أريد أن أموت وحيداً(ة)"

تناقل بعض من العازبين و العازبات في مجتمعاتنا قول “لا أريد أن أموت وحيداً(ة)” … و الحق أن الكثير من المتزوجين و المتزوجات يعيشون و يموتون في وحدة قاتلة !!! إذاً؟ السر ليس بحسب خانة الحالة الاجتماعية. إنما الجواب يكمن في طبيعة […]

Share this Entry

تناقل بعض من العازبين و العازبات في مجتمعاتنا قول “لا أريد أن أموت وحيداً(ة)” … و الحق أن الكثير من المتزوجين و المتزوجات يعيشون و يموتون في وحدة قاتلة !!! إذاً؟ السر ليس بحسب خانة الحالة الاجتماعية. إنما الجواب يكمن في طبيعة ايمان كلّ منا و قدرته على تشكيل العلاقات و إخضاع الظروف لسلام الله…
خلق الله الإنسان على صورته : إذاً خلقه لشركة محبة تمثل طبيعة الرب الثالوثية.
و لكن من المهم أن ندرك أنه كما أن البعض يعيش هذا البعد الثالوثي في سر الزواج المقدس هناك آخرون يعيشون هذا البعد في العزوبة كخيار( أمثال الكهنة ، المكرسين و المكرّسات..) أو في العزوبة كواقع فرضته ظروف الحياة.
نعم، في إستطاعة الجميع، بل هي دعوة للجميع أن يعيشوا الحب….الحب “المثمر” للحياة :
و هنا البعض يعيش الأمومة أو الأبوة الطبيعية في مهمة عناية العائلة المباشرة للأولاد و البعض الآخر يعيش نوع آخر من العناية و هي الأبوة أو الأمومة الروحية التي تهدي النفوس الى دروب الحياة الحقة.
في “ليس جيداً أن يكون أدم وحيداً” (تكوين 18:2) هناك دعوة لعدم الموت في حلقة الأنا الضيقة… هي دعوة للإنسان أن يدخل في علاقة عامودية مع الله الذي جعل الأبدية في قلب كل منا (سفر الجامعة 11:3) و علاقة أفقية مع الآخر أكان في أطر الزواج أو صناعة الصداقات، أو إحتضان الضعفاء، أو حتى تبني الأشخاص روحيّاً… و في كل مرة ينفتح الإنسان على هذين البعدين يشكّل في حياته صليب خلاص يعكس حقيقة أنه صورة الله التي عليها إبتُدع!
لا يحمل الزواج و لا العزوبة بحد ذاتهما مفتاح سعادة الإنسان. و لمراقبي الحياة الماهرين صادق هو كاتب الأغنية الشعبية (لا المزوّج راضي و لا الأعزب راضي)… ف”الراضي” هو من يعلم كيف يخضّع الظروف التي يتواجد فيها و يحوّلها بقوة الثقة بالله الى فرصة حب و عطاء و بالتالي الى فرصة فرح، فرح حقيقي …على ما يقول فرنسيس القديس “بالعطاء يتم الأخذ، و بالاخلاء يتم الامتلاء”..ولو كانت السعادة في الزواج لكان كل المتزوجين في هناء وحياتهم خالية من المشاكل أو الصعوبات والعكس أيضاً صحيح فليست العزوبة سبباً للراحة في “إستقلالية”! إنما السر يكمن في قلب الإنسان، متزوجاً أو أعزباً كان…علّنا لا ننسى أن نفس الشمس التي تذيب الشمع تصلب الطين، ومن يدخل معركة الحياة بدون أنوار الإيمان سينتهي في عرين الموت و لو معه الخلق أجمعين!!

Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير