عقدت قبل ظهر اليوم ندوة صحفية ثالثة في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام حول “التربية في الكتاب المقدّس” “، بمناسبة أسبوع الكتاب المقدس الرابع، تحت شعار “التربية في الكتاب المقدّس” من 20 -26 تشرين الثاني2016، ويطلق الأسبوع بقداس الهي يحتفل به رئيس أساقفة أبرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر، في كاتدارئية القديس جرجس في وسط بيروت، يوم الأحد في العشرين من تشرين الثاني، عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر. ويختتم الاسبوع باحتفال خاص في جامعة سيدة اللويزة – زوق مصبح، يوم السبت 26 تشرين الثاني الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر، برعاية صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى.
شارك في الندوة الأمين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان الأب بطرس عازار الأنطوني، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، مديرة عامة في جمعية الراهبات الأنطونيات الأخت باسمة الخوري، خبير ترجمة كتاب مقدّس في الإتحاد العالمي لجمعيات الكتاب المقدّس القس الدكتور عيسى دياب، ورئيس نادي العلوم الأستاذ انطوان تيان، وحضرها عدد من أعضاء جمعية الكتاب المقدّس والإعلاميين والمهتمين.
أبو كسم
بداية رحب الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر وقال:
“يسرني اليوم أن أرحب بكم في المركز، لنختتم وإياكم ثلاثية الندوات الكتابيّة التي نظمتها جميعة الكتاب المقدّس، على مدى ثلاثة أسابيع، وموضوع ندوة اليوم، تحت عنوان “التربية في الكتاب المقدّس”، يفتح الآفاق للتأمل في أهمية التربية في حياة الإنسان، فالتربية هي مسيرة حياةٍ ترافق الإنسان في مختلف مراحل حياته، والتربية أنواعٌ، وكلها تشكل وحدة متكاملة في تركيبة الإنسان، بحيث يحقق في ذاته تثقيف وتهذيب عمل الضمير والإرادة والتصرف في علاقته مع المجتمع الذي يعيش فيه، فيضحي إذ ذاك عنصراً إيجابياً منتجاً في هذا المجتمع ورسولاً للمحبة وعمل الخير.”
تابع “وما أحوجنا اليوم إلى العودة للكتاب المقدّس للننهل منه من تعاليم تساعدنا على عيش القيم الإنسانية والإجتماعية والروحية التي يفتقد إليها عالم اليوم، فأمام تحديات العولمة وتفشي البدع التي تلّوث المجتمعات وبنوع خاص تلك التي تشجع على عبادة الشيطان، والعنف والقتل والإباحية بكل أشكالها والبدع الإلحادية، يبقى الكتاب المقدّس الدرع الحصين لمجتمعاتنا وعائلاتنا، وعليه تقع على الأهل والمربين مسؤولية أن يحثوا شباب اليوم إلى التآخي مع الكتاب المقدّس، ليكون لهم هادياً ورفيقاً ينير دروب حياتهم على نور كلمة الربّ يسوع.”
وقال “إنني أدعو الأهل وكل أصحاب النوايا الطيبة إلى نشر ثقافة الكتاب المقدّس، في بيوتهم ومدارسهم وجامعتهم، دون حياء لأن في الكتاب المقدّس هداية للنفوس.”
وفي النهاية “نضم صوتنا إلى صوت رئيس جمهوريتنا اللبنانية العماد ميشال عون في بكركي، الكنيسة لها مهمة التربية وحماية القيم، وحماية الوطن من كل الآفات ونحن مدعوون لإستئصال الفساد، وعلينا العمل معاً من أجل تربية وطنية تحافظ على القيم الأخلاقية والإنسانية. وبالمناسبة نهنىء الرئيس عون بعيد الاستقلال وكل عام ولبنان وأنتم بألف خير.”
عازار
ثم كانت كلمة الأب بطرس عازار الأنطوني جاء فيها:
يشرفني أن أكون بينكم لأشكركم على مساهمتكم في تعزيز نشاطات أسبوع الكتاب المقدّس الذي تنظمه الأمانة العامة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وجمعية الكتاب المقدّس والرابطة الكتابية والأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية. وباسم هؤلاء جميعاً أشكر المركز الكاثوليكي للاعلام بشخص مديره حضرة الخوري عبدو أبو كسم على الاستضافة، كما أشكر أهل الاعلام على تغطيتهم وقائع هذا اللقاء الاعلامي والنشاطات التابعة، وبخاصة قداس الافتتاح الذي يحتفل به سيادة المطران بولس مطر السامي الاحترام – يوم الأحد 20 الجاري عند الساعة الحادية عشرة في كاتدرائية مار جرجس – بيروت، وحفل الختام الذي يرعاه رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، وذلك عند الساعة الرابعة والنصف من يوم السبت 26 الجاري في جامعة سيدة اللويزة – ذوق مصبح.
“ما يهمني أن أقوله هو ان الكتاب المقدس هو مصدر عملنا التربوي والتعليمي، وهو، وكما يقول الدستور العقائدي في الوحي الالهي، “مرآة تتأمل فيها الكنيسة، في غربتها على الأرض، في الله الذي يمنحها كل شيء إلى أن تصل إلى معاينته كما هو وجها لوجه”رقم 7.
تابع “ولذلك، فالكنيسة، “الأم والمعلمة”، إئتمنتنا على رسالة التربية والتعليم لكي نعمل بحسب توصياتها، هي التي “تضيء بنور المعرفة درب البحث عن معنى الحياة، فتعرض على الجميع الجواب النابع من حقيقة يسوع المسيح وانجيله،… وتستند في مهامها التربوية إلى تعليم الكتاب المقدّس…”، وهذا ما ورد في ديباجة شرعة التربية والتعليم في المدارس والمعاهد الكاثوليكية في لبنان.”
وقال “في غمرة محاولات مشبوهة لتشويه صورة المؤسسات التربوية والتعليمية في لبنان، نرانا اليوم معاً متأملين في كلام الكتاب المقدس لنؤكّد على حسن المسيرة التربوية التي نحرص عليها وهي التربية على الإيمان على مثال يسوع المسيح، على المواطنة وحب الأرض، وعلى البيئة واحترام الخليقة، وكل ذلك، وكما يقول البابا فرنسيس، لكي “نعتني بالحياة والجمال… ونحمي العالم… من أجل العدل والمحبة والسلام” (كن مسبحاً، 246.”
باسمة
ثم تحدثت الأخب باسمة الخوري عن ثوابت التنشئة المسيحية في مدارسنا وشروط الإلتزام بها في مجتمعنا اللبناني فقالت:
“واقع المجتمع اللبناني اليوم هو تعدّدي، علماني، معولم، مجتمع دخلت فيه ثقافية الأصولية من جهة والنسبية من جهة أخرى. وواقع التربية في لبنان وفي المدرسة الكاثوليكية أنه لديها مؤسسات على مستوى عالٍ علمًا وثقافة ومبانٍ؛ تخصصيّة ومهنيّة رفيعة المستوى؛ في مقابل تحدّيات على المستوى الاجتماعي،الاقتصادي، والأخلاقي، والعلمي الثقافي والأمني… نحن في زمن التحوّلات السريعة، وخطر ضياع التجذّر والقيم!”
تابعت “مدارسنا تنتشر على كامل جغرافية الوطن. للفقراء والأغنياء، للمؤمنين والعلمانيين، للمسيحيين ولغير المسيحيين. وفي غالبيتها تأخذ التربية المسيحية المكان المهم.”
قالت “ليس لنا إلا معَلّم واحد هو يسوع المسيح، ونحن نشترك في مهمّته الخلاصية. فالتربية المسيحية والتعليم المسيحي هما معا في خدمة تربية الإيمان. وهي عملية قيادة بإتجاه ملكوت الله. هي المسؤولية الملقاة على عاتق الكنيسة “اذهبوا وتلمذوا كل الأمم وعلموهم أن يحفظوا كل ما أوصيتكم به”. هدفها إعلان الإيمان وتعليمه وتربيته. أي نشر الإنجيل والتعرف إلى يسوع المسيح وإلى لقائه والاتحاد به. تحثّ الإنسان على بلوغ ملء إنسانيته كمخلوق على صورة الله وكخلاّق بدوره.”
تابعت ” التعليم المسيحي لا يقتصر على البشارة الأولى بالسرّ المسيحي كما وردت في الكرازة، لكنه عَرْض مفصّل ومنتظم لسرِّ المسيح، ومساعدة الإيمان الناشئ على النموّ ، منفتح على جميع مقومات الحياة ومكانه الحالي في المدرسة وله منهاج وطرق. يهدف إلى أن يسمع التلميذ كلام الإيمان” بملئه، وجملته غير مبتور ولا منقوص ولا مزيف.” يشمل تلقين التعليم المسيحي مهمة دأبت الكنيسة دائماً في الاضطلاع بها، اعتباراً منها أنها إحدى المهام الجسام الملقاة على عاتقها؛ وعلينا التأكيد أننا نجد في صميم التعليم المسيحيّ شخصاً بالأحرى هو شخص يسوع المسيح الناصريّ “ابن الآب الوحيد المملوء نعمةً وحقاً”، الذي تألّم ومات من أجلنا وقام الآن وهو حيّ معنا إلى الأبد؛ والغاية من التعليم المسيحيّ الخاصّة هي السعي، إلى دفع الإيمان الناشئ إلى التقدّم وتسيير الحياة المسيحية، على طريق الكمال ..”
وأضافت “الثوابت التربوية في المدارس الكاثوليكية أهمها: 1) الوطنية، لبنان أكثر من وطن هو رسالة. لبنان هو أرض مقدّسة وفيه نحيا ايماننا ونبشّر به. هو الكنيسة الأولى وستبقى. من المهم تثبيت الهوية المسيحية في عالمنا الصعب المتقلّب.2) الكنسية، كنيستنا هي الكنيسة التي نمت في ظل الاضطهاد (عودة الى أعمال المجمع: في التربية المسيحية). التزام تام بكل التعاليم الكنسية: المجامع االفاتيكانية، والمارونية، والرسائل البابوية والبطريركية. 3) البيبلية أي أولوية الكتاب المقدس في التربية المسيحية. 4) التربوية “نُعلّم كما المعلِّم”، أسلوب يسوع في التعليم، أسلوب مبني على السؤال؛ استعمل التكرار؛ استعمل الصور والرموز؛ علّم بالمثال؛ استعمل منهاجًا طبيعيًّا..”
وختمت بالقول: التربية المسيحية لا تقتصر على المدرسة، بل على الأهل ايضاَ، وعلى التشديد على قراءة الكتاب المقدّس”
عيسى
ثم كانت مداخلة القس الدكتور عيسى دياب جاء فيها:
“الأرض جزء من الخليقة. والخليقة منتوج إلهي، هكذا يُصرح الكتاب المقدس. وأوجد الله قانون الخلق المتكاثر، فالنبات يتكاثر، والحيوان يتكاثر، وهذا لزوم لاستمرار الحياة. والحياة البشرية هي ملكة الحيوات الأخرى. كل الخلائق تعيش باعتدال وتوازن وانسجام، وتؤمن التوازن البيئي ليخدم الحياة البشرية. وكلّف الله الإنسان حبيبه ليعتني بالأرض ويحرص أن يؤدي كل جزء من الخليقة دوره لتتميم القصد الإلهي من الخلق.”
تابع “وهكذا صارت الأرض الأحشاء التي تحضن الإنسان والمخلوقات، والرحم الذي يأوي ويحضن ويُنشأ ويبعث بلا حساب. من هنا أتت مقولة ” أمنا الأرض”. وصارت الأرض ساحة عمل الله لتطور الأولهة في الإنسان حتى تحقيقها.”
أضاف “إن استشراء شر الإنسان وتهديد الخليقة بمزيد من الخراب، وربما الزوال؟ جعل الله يتدخل لخلاص التقي وفداء خليقته من الزوال بعد أن خلقها ورأى كل شيء فيها حسنًا. وتفعلت محبة الله، فأوقف الخراب، وأتبع الإنسان بهذا الفعل الإلهي فعل توبة وعبادة، فقبل الله وتنسم رائحة الرضا، وقطع للخليقة وعدًا: “لا أعود ألعن الأرض أيضًا من أجل الإنسان…” ووثق الله الميثاق بصورة قوس سحاب، مع تكرار لكلمات الميثاق: “ها أنا مقيم ميثاقي معكم ومع نسلكم من بعدكم. إنه ميثاق سلام بين الله والخليقة، وهو ميثاق أبدي، فمن يستطيع أن يتكلم بعد ذلك عن خراب الخليقة؟”
أردف “وصارت الأرض ساحة صراع بين الخير والشر. فمن جهة، هي المساحة التي تحدث عليها الجرائم، وتُختلق فيها الشرور بوحي من توق الإنسان لتأليه نفسه بغير الطاعة الحرة لله؛ ومن جهة أخرى، هي الفضاء الذي يجهد فيه ذوو النوايا الحسنة لتفعيل الحب الإلهي بوحي من الرسالة النبوية والرحمة الإلهية وعمل الروح.”
قال “وبسبب ثِقَل الشرور التي تحدث في الأرض، وصراخ دماء الشهداء والمظلومين الذي جبل ترابها، دبج بعضهم نظريات مفادها بأن الأرض إلى خراب ولا مجال لإصلاحها. ودعم هؤلاء نظرياتهم بنصوص كتابية اوّلوها لتقول بأن الله هو من سيأخذ المبادرة لإصابة الأرض بالخراب والدمار. وتسلّح هؤلاء بالرسالة النبوية التي تُنبئ بمجي “يوم الرب”.
“لا، الأرض ليست إلى خراب ودمار، بل إلى بناء وإصلاح! وليس الله إلهٌ يغضب فيدمر ويخرب ما خلقه ورآه “حسنًا”، بل إله حب ورحمة فيفدي ويُصلح ما خرّبه شرُّ الإنسان من خليقته لكي يُرجعه إلى القصد الإلهي.”
تابع “ونوجز تعليم الكتاب المقدس حول الخليقة بالقول إن الخليقة مقبلة ليس على دمار بل على فداء إلهي. فالخليقة التي خلقها الله لتكون فضاء لتحقيق قصده الصالح لا يتركها تذهب للدمار والإندثار، حتى وإن ملأها الأشرار بشرورهم. وسريعًا ما يبادر إلى فدائها وإصلاحها. إن حب الخليقة من حب الله، وخدمة الخليقة من خدمة الله، والتمتع بخيرات الخليقة امتنان وشكر لله. والوطن هو خليقة مصغرة حباناها الله، ومحبته من حب الله؛ وصونه من الإيمان والعناية به صون لكرامتنا وتعبير عن امتنانا لله. هكذا يعلم الكتاب المقدس ! وعلى هذا الحب يجب أن تتربى أجيالنا.”
تيان
ثم كانت كلمة الأستاذ انطوان تيان حول “تربية بيئية مسؤولة عن الكتاب المقدس” فقال “ورد اسم لبنان في الكتاب المقدس 70 مرة، والأرز 75 مرة وقد وُصِف بجبلٍ أبيض تكلله الثلوج وتغطيه الغابات ذات الرائحة البخورية، و يتزعم أشجاره الأرز العظيم ، أرز الرب مفخرة الملوك ومشتهى العظماء، والكتاب المقدّس.يتغنى بطبيعة لبنان الخلابة واخضراره الدائم ومياهه الغزيرة العذبة وغاباته الكثيفة، على أنه مبعث إلهام للأنبياء الذين اعتبروه جنة الخلود والأمل المنشود، فاستعاروا من بيئته بياض ثلوجه، وارتفاع جباله، وأخضرار أشجاره، وتفجر ينابيعه لوصف الملكوت.”
تابع “العناصر البيئية التي تميز هذه البقعة من الأرض أعطتها اسماً يعبر عنها فكان لبنان، أي الأبيض لأن جباله قديماً كانت تكللها الثلوج معظم أشهر السنة ومنها على مدار السنة، وأيضاً يعني يعني اللبان وهو من أجود أنواع البخور.”
أضاف “وقد استعار الكتاب المقدس من بيئة لبنان تشابيه ليعظم الملوك ويكرم الصديقين “كالأرز في لبنان ارتفعت وكالسرو في جبال حرمون”، وذكر لبنان وعناصر بيئته في الكتاب المقدس دليل على أنه مصدر الهام لشعراء سكان البلاد المجاورة. يعود كل هذا لجمال طبيعته ووفرة خيراته، “الصديق كالنخلة يزهو، كالأرز في لبنان ينمو”. وفي سفر نشيد الأناشيد الذي هو في الأساس ملحمة حب بين عروسين حيث العريس لم يجد أجمل من بيئة لبنان لوصف جمال عروسه، فيشبهها بها. والعروس بدورها تحذو حذوه. “هلمي معي من لبنان أيتها العروس هلمي معي من لبنان.”
أضاف “مع كلّ هذه الامتيازات التي احتلّها لبنان في الكتاب المقدّس، لقد أخفقنا في تحمل هذه المسؤولية والسبب يعود الى تربية لا تعلمنا شيئاً سوى التباهي بأمجاد وأساطير دون أن تعلمنا معناها ومغزاها.”
وقال”السؤال المطروح اليوم. لماذا لم يذكر الكتاب المقدّس وطناً بأجمل الأوصاف كما ذكر لبنان؟ لأن الله الخالق جعل من بيئة لبنان نموذج عن جنته يتجلّى على جبلها ويرشد ابناءه إليه من خلال عنصرها ومن أريج بساتينها يفوح عطر محبته.. فهنا يكمن حجم مسؤوليتنا تجاه الله الخالق في المحافظة على هذا النموذج كي يبقى الكتاب المقدس مفهوم ودليل الى طريق الرب. ونحن مدعوون الى أعتماد تربية بيئية مميزة .”
وقال “لهذا علينا أن نسعى لنتعلّم كيفية حماية محيطنا الطبيعي وإيجاد حلول فعالة ، ركائزها المعرفة الجيولوجية والايكولوجية الخاصة بهذا الموضوع . وهذا لايتمّ إلاّ من خلال التربية البيئية الصحيحة التي تعتمد الثقافة لا الشعارات والأشعار. إنّ مستقبل البيئة في لبنان يتوقّف على وعيكم وإدراككم حجم التحدّيات واستعدادكم للوقوف في وجهها بالتمرّس والتطوّع والعمل المنهجي العلمي الهادف من خلال تربية بيئية مميّزة نابعة من اللاهوت البيئي تعلمنا أياه الكنيسة.”.
وختم بالقول” يجب علينا أن نعمل معاً يدًا بيد من اجل بيئة تؤمن نموًّا سليمًا ليسوع، ومنذ اللحظة الأولى لإتمام الخالق عمله اصبحت البيئة مسؤوليتنا والمحافظة عليها واستمراريتها من جيل الى جيل مهمتنا نحن المربين خاصةً.”
وختاما نذكر بأهم النشاطات التي ستجري خلال اسبوع الكتاب المقدّس:
- إطلاق الأسبوع بقداس الهي يحتفل به صاحب السيادة المطران بولس مطر، رئيس أساقفة أبرشية بيروت المارونية، في كاتدارئية القديس جرجس في وسط بيروت، يوم الأحد في العشرين من تشرين الثاني 2016، عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر.
- ندوات إعلامية ثلاث في المركز الكاثوليكي للاعلام وكانت اليوم الندوة الثالثة والأخيرة.
- محاضرات حول التربية في الكتاب المقدس يعدّها اخصائيون اعضاء في الرابطة الكتابية في لبنان، ويقدّمونها إلى بعض الجماعات الرعوية في بلدة الميناء – طرابلس، وفي كاتدرائية القديس روفائيل في الحازمية وفي مزار سيدة مغدوشة وفي منطقة الجبة وفي دير الأحمر.
- نشاطات في المدارس الكاثوليكية تتمثّل بوقفة صلاة يومية من وحي نصوص كتابية، وبتكريس ساعات التعليم المسيحي لموضوع الأسبوع، وبإعداد مسابقة حول الكتاب المقدس يشترك فيها بعض الطلاب وبعض الصفوف التي تحددها المدارس المعنية لاحقًا.
- لقاء مع العمل الرعوي الجامعي ضمن احتفاله بيومه السنوي الواقع في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، وتخصيص وقت محدّد خلال اليوم المذكور للمشاركة في اسبوع الكتاب المقدس، إلى جانب برنامجهم الخاص بالعمل الرعوي الجامعي.
- اختتام الاسبوع باحتفال خاص في جامعة سيدة اللويزة – زوق مصبح، يوم السبت 26 تشرين الثاني الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر، يرعاه صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، وتعدّه جمعية الكتاب المقدس وتطلق فيه مؤلفًا بيبليًا راعويًا عنوانه “مع الكتاب كل يوم” هو كناية عن كنز روحي مميّز يساعد المؤمنين على التأمل اليومي في كلام الله. وليس احلى من اسبوع الكتاب المقدس مناسبة لاطلاق هذا الكتاب الذي ينسجم بشكل رائع مع دعوة الكنيسة للمؤمنين كي يغرفوا من معين الكتاب المقدس كنوزًا ثمينة تساعدهم على معرفة حقيقتهم، وتمكنهم من عيش دعوتهم إلى الخلاص مع الله وأمامه.”