الأردن: التشديد على قيم المواطنة في اللقاء الثاني لخدام الرعايا في عمان

نظمت جمعية دار الكتاب المقدس في الأردن اللقاء الثاني لخدام الرعايا من الكنائس المتعددة، وذلك في بيت الزيارة لراهبات الوردية، حول “المواطنة الحاضنة للتنوع الديني والثقافي”. ووجه سمو الامير الحسن بن طلال كلمة الى المشاركين ن قراتها الدكتورة ماجدة عمر، مديرة المعهد […]

Share this Entry

نظمت جمعية دار الكتاب المقدس في الأردن اللقاء الثاني لخدام الرعايا من الكنائس المتعددة، وذلك في بيت الزيارة لراهبات الوردية، حول “المواطنة الحاضنة للتنوع الديني والثقافي”.
ووجه سمو الامير الحسن بن طلال كلمة الى المشاركين ن قراتها الدكتورة ماجدة عمر، مديرة المعهد الملكي للدراسات الدينية، وقال فيها : إن “المواطنة الحاضنة للتنوع الثقافي والديني هي نتاج قبول التنوع ضمن المجتمع الواحد، وتحفيز الحوار والتفاعل الحضاري بين مكوناته في سياق الحياة العامة. كما تمثل الشراكة مع المواطن الآخر، على الرغم من اختلافه الثقافي أو الديني، جزءًا من عملية بناء الذات الفردية والمجتمعية. وفي هذا الإطار يتم تكوين الثقافة الوطنية الجامعة، وتحديد معالم الهوية الوطنية المشتركة من دون هيمنة مجموعة على أخرى أو فرض أحادية ثقافية معينة”.
وأضاف سموّه : “يقتضي تحقيق المواطنة أن يكون لدينا صورة واضحة عن نوع المواطنة الذي نريده في مجتمعاتنا الغنية بالتنوع التي تعيش صراعات على أساس الهوية أو تشهد مظاهر العنف والتطرف والتكفير بما يهدد المستقبل الذي نطمح إليه. فالمواطنة لا تمنح كهدية عندما تحل كل هذه المشكلات والنزاعات، بل تبنى يوميًا بالعمل الدؤوب من أجل العدل والسلام والصالح العام. وهي ليست ترفًا محصورًا بالمجتمعات المتطورة، بل هي السبيل للخروج بمجتمعاتنا من أزماتِها في الحاضر والمستقبل”.
وخلص الأمير الحسن قائلاً: “ما أحوجنا اليوم إلى الصحوة والنهضة العربية المتجددة التي تؤكد الإرادة العربية الحرة المسؤولة التي لا تنفصل عن تغليب العقل والحكمة في سبيل خدمة البر والعدل والمساواة والسلام. ومن أجل الحفاظ على السلام والعيش المشترك، لا بد من الانتقال من صراع الهويات الفرعية إلى تكامل الهوية الإنسانية الجامعة على أساس من الكرامة الإنسانية وأخلاقيات التضامن الإنساني”.
وقدّم السيد منذر النعمات، مدير جمعية دار الكتاب المقدس في الأردن، شرحًا مصورًا عن التطور التاريخي والمعرفي لدار الكتاب المقدس. وقال إن عمل الجمعية قد ابتدأ منذ سبعينات القرن الماضي، إلا أن الاعتراف الرسمي والتسجيل بوزارة اثقافة والانضمام إلى العائلة الدولية قد تم في عام 1996. وعرض الوثيقة التأسيسية الموقعة في تلك السنة من جميع رؤساء الكنائس في المملكة، للدلالة على الرغبة الكنسية الجامعة بإنشائها والتي تعمل إلى اليوم بروح مسكونية واضحة للعيان.
وفي الجلسة الأولى التي أدارها كل من القس فائق حداد والأب إبراهيم دبّور، تحدّث النائب نبيل الغيشان عن المواطنة ومفهوم الدولة المدنية التي تعطي للدين منزلته ليبقى منزهًا وفي أعلى المراتب. وأعرب عن أسفه بأن جميع العناصر في شرقنا لم تتفاعل لتنتج دولاً حقيقية، لافتًا إلى الدور المهم لمسيحيي الأردن في بناء الوطن وتعميق مفهوم المواطنة، فهم ليسوا أرقام مجردة، وإنما قيمة وحضور وحضارة.
وشدد النائب الغيشان على أن أخطر ما يهدد المشرق هو الهجرة المسيحية، خصوصًا من الأراضي المقدسة والبلدان المجاورة وبالاخص العراق وسوريا، ففقدان المكوّن المسيحي الحضاري فيها سيعمل على تحويل الصراعات القائمة من سياسية الى طائفية ، مؤكدًا أن الطريق السليم لمحاربة التطرف وخطابات الكراهية هو من خلال تعميق فكر المواطنة، والاقتراب من الآخر والتفاعل معه، داعيًا إلى إطلاق المبادرات المختلفة في هذا الصدد، وبالاخص ال تدعيم اسس الدولة المدنية القائمة على القانون والمساواة بين جميع أطرف المجتمع الواحد.
وجرى خلال اللقاء حوار موسّع شارك به خدام الرعايا في المملكة على مدار يومين، حيث استمعوا إلى كلمات من الواعظ الشهير الدكتور ماهر صموئيل حول موضوع المواطنة ومخاطبة الشباب المعاصر. وتخلل اللقاء كذلك أداء صلوات وترانيم متنوعة من مختلف الطقوس الكنسية.

Share this Entry

رانيا منصور

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير