قال البابا اليوم في خلال عظته الصباحية من دار القديسة مارتا بإنّ الفساد هو نوع من أنواع الهرطقة التي تقود إلى عبادة المال واستغلال الآخرين. أتت كلماته في خلال العظة التي تلاها اليوم أثناء القداس الصباحي في دار القديسة مارتا في الأسبوع الأخير من السنة الليتورجية.
علّق البابا على القراءات التي قدّمتها ليورجيا اليوم التي تتحدّث عن نهاية العالم وعن الدينونة وفداء الله للمؤمنين، فتحدّث عن الفساد الذي يقود إلى سقوط المدينة العظيمة لبابل. حذّر البابا من أنّ الفساد هو طريقة تجديفية من العيش وهو لغة بابل والحياة الدينوية. الفساد هو نوع من التجديف حيث لا مكان لله فيه إنما لآلهة المال فحسب والرفاهية من خلال استغلال الآخرين.
من هنا، إنّ هذه الدنيوية التي تغوي الأقوياء سيتمّ هدمها كما نصغي إلى صرخة النصر التي يطلقها الملاك في قراءة سفر الرؤيا معلنة سقوط بابل مع إمبراطوربة الغرور والكبرياء والشرّ. وعلى نقيض صرخة النصر التي يطلقها الملاك معلنًا سقوط الحضارة الفاسدة، تابع البابا فرنسيس ليقول بإنه يوجد صوت قوي آخر لجمعٍ كبير من المسبّحين يقولون: “هللويا! لإلهنا النصر والمجد والقدرة. لأنّ أحكامه حق وعدل”. وشدد على أنّ هذا صوت شعب الله الذي سيخلص لإنهم خطأة إنما غير فاسدين.
وتابع ليقول: “الخاطىء يعرف كيف يسأل المغفرة ويبحث عن الخلاص في يسوع المسيح ويتعلّم كيف يؤدّي العبادة لله، إنما هذا ليس سهلاً للمسيحيين. نحن بارعون في الصلاة عندما نريد أن نسأل شيئًا إنما علينا أن نتعلّم كيف نسبّح الله. من الأفضل أن نتعلّم ذلك الآن من أن نتعلّمه على عجل عندما تأتي النهاية”. شدد البابا على جمال الصلاة أمام القربان قائلين ببساطة: “أنت هو الله، أنا طفل مسكين محبوب منك”.
وفي الختام، أشار البابا إلى أنه يوجد صوت ثالث في القراءة، وهو صوت همسات الملاك الذي يقول للكاتب أن يدّون: “طوبى للمدعوّين إلى وليمة الحمل”. إنّ دعوة الله الموجهة إلينا هي ليست بكاء إنما صوت خافت ناعم يتحدّث إلى القلب تمامًا مثل صوت الله الذي حدّث إيليا النبي. عندما يحدّث الله قلوبنا بهذه الطريقة، فإنّ ذلك أشبه بتنهيدة صوت خافت. إنّ الدعوة إلى وليمة الحمل ستكون خلاصنا. كل المدعوين هم الأشرار والأخيار، العميان والصم والعرج، كلّ الخطأة الذين ينعمون بتواضع القلب ويقولون: “أنا خاطىء والرب خلّصني”.
وختم المقطع الأخير من الإنجيل من خلال تذكيرنا بأنه “عندما تبدأ هذه الإشارات بالظهور فعندئذٍ يًدمّر كبرياؤنا وغرورنا ويمكننا أن نقف منتصبين رافعين رؤسنا لأنّ خلاصنا هو بين أيدينا”. ليمنحنا الله نعمة الاستعداد والإصغاء إلى ذلك الصوت الذي يقول: “تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعدّ لكم”.