خلال عظته الصباحية التي ألقاها البابا اليوم من دار القديسة مارتا، شدّد على عدم كون الدينونة الأبدية غرفة عذاب، بل كونها مسافة بُعد عن الله، محذّراً المسيحيين كي لا يخاطبوا الشيطان، داعياً إياه بالغاوي الذي يقضي على حياة الناس.
وضمن تأمّلاته الخاصة بموضوع نهاية العالم، ركّزت عظة البابا، بحسب ما ورد على موقع راديو الفاتيكان بقسمه الإنكليزي، على مقطع من سفر الرؤيا، حيث يمسك الملاك بالحيّة ويكبّلها فيرميها في الهاوية، “كي لا تضلّل الأمم بعد الآن”، لأنها تغويها.
وأضاف الحبر الأعظم: “الشيطان كاذب، وهو أبو الكذب. إنّه مخادع، يجعلنا نظنّ أننا إن أكلنا من التفاحة سنكون آلهة، ليخدعنا ويقضي على حياتنا”. أمّا عمّا يجب فعله كي نتفادى خداعه فيتعلّق بعدم إجراء حوار مع الشيطان. “ماذا فعل يسوع بالشيطان؟ لقد طرده. سأله عن اسمه لكنّه لم يحاوره”.
كما وشرح الأب الأقدس كيف أنّ يسوع دافع عن نفسه في القفر عبر استخدام كلمة الله والكتاب المقدّس.
من ناحية أخرى، أشار أسقف روما إلى أنّ قراءة سفر الرؤيا تصف لنا كيف سيجازي الله الجميع بحسب أعمالهم، فيرمي الملعونين في بحيرة النار، فيكون هذا الموت الثاني. “إنّ الإدانة الأبدية ليست غرفة تعذيب. إنّه وصف للموت الثاني: إنّه موت. ومن لن يدخلوا ملكوت الله فلأنّهم لم يقتربوا من الله. إنّهم من قضوا حياتهم بعيدين عن الله، بعد أن قرّروا العبور من أمامه وتجاهله. إنّه أسوأ أنواع الآلام؛ قلب غير راض، قلب خلقه الله ليجده، إلّا أنّه بدافع العجرفة والثقة بالنفس أبعد نفسه عن خالقه”.
وختم البابا عظته قائلاً إنّ الابتعاد عن الله الذي يعطينا السعادة والذي يحبّنا كثيراً هو بحدّ ذاته “النار” والطريق إلى الدينونة الأبدية، ومؤكّداً أننا إن فتحنا قلوبنا باتضاع، فسننعم بالفرح والخلاص، وسيسامحنا الله. “إنّ اللقاء مع يسوع هو ما ينتظرنا، وهو لقاء جميل جداً. ويسوع يطلب إلينا أن نكون متواضعين وأن نقول له كلمة “يا سيّدي” ليفعل هو الباقي”.