عرس فاتيكاني في أبرشية سيدة النجاة في الولايات المتحدة الأميركية

“مبارك الآتي باسم الرب” بهذا الهتاف وهذا الفرح، استقبل أبناء وبنات رعيتي مار أفرام وسيدة السلام سعادة السفير البابوي لدى الولايات المتحدة رئيس الأساقفة كريستوفر بيير وسعادة ممثل الكرسي الرسولي الدائم لدى الامم المتحدة رئيس الأساقفة برناديتو اوزا.   جاءت زيارة الحبرين […]

Share this Entry

“مبارك الآتي باسم الرب” بهذا الهتاف وهذا الفرح، استقبل أبناء وبنات رعيتي مار أفرام وسيدة السلام سعادة السفير البابوي لدى الولايات المتحدة رئيس الأساقفة كريستوفر بيير وسعادة ممثل الكرسي الرسولي الدائم لدى الامم المتحدة رئيس الأساقفة برناديتو اوزا.
 
جاءت زيارة الحبرين استجابة لدعوة سيادة المطران مار برنابا يوسف حبش راعي الأبرشية، كما جاء في رسالته التي وجهها لأبناء الرعيتين قبل قدوم الزائرَين، جاء فيها:
“يحل علينا زائران كبيران يوم الاحد الموافق ٢٧ نوفمبر ٢٠١٦ …… وتأتي هذه الزيارة بناءً على دعوة وجهناها إليهما، تقديراً وعرفاناً بجميل قداسة الحبر الأعظم مار فرنسيس بابا روما ومن حيث أنهما يمثلان قداسته وهو الذي لم يدخر جهداً إلا وبذله في سبيل العمل من اجل السلام وفي الدفاع عن ضحايا العنف والحرب وخاصة دوره الرائع دفاعاً ودعمه لبلدينا المحبوبين الذين احرقتهما الحرب (العراق وسوريا) واللذان لا يزالان يئنان من اوجاع الإرهاب والدمار. كما أن هذا الصوت لا يزال حياً ومذكراً العالم بحق الوجود المسيحي في الشرق والمحافظة على هذا الوجود الأساسي”.
 
 
أبتدأ الفرح باستقبال سعادة السفير البابوي في مطار جاكسونفل \ فلوريدا يوم السبت الموافق ٢٦ نوفمبر ٢٠١٦. تقدم جموع المستقبلين راعي أبرشية سيدة النجاة في الولايات المتحدة الاميركية المطران مار برنابا يوسف حبش والآباء الكهنة من كِلتَي الرعيتين: الأب سيزر روسو، الأب طلعت يازجي، الأب منتصر حداد والشماس الإنجيلي جوزيف الصائغ وجموع الشمامسة من الرعيتين، ومجلسي رعيتي مار أفرام وسيدة السلام وجمع من المؤمنين. ومن ثم توجه الجميع إلى كنيسة مار أفرام حيث استقبل جوق الكنيسة سعادة السفير والجموع بالترنيم والهتاف ومن ثم القى سعادة السفير كلمة عبّر فيها عن سعادته لكونه بين أبناء الشرق في بلاد الانتشار وانهم في صلاته دائماً وراجياً ان تكون الزيارة لتمجيد اسم الرب وخير الكنيسة.
 
وفي اليوم التالي، يوم البهجة والغبطة، الأحد ٢٧ نوفمبر ٢٠١٦، كان كرنفالاً للبهجة واحتفالاً للغبطة، تمجّد في اسم الرب، حيث احتشد جموع المؤمنين في كنيسة مار أفرام من أبناء الرعية ورعية سيدة السلام والرعايا الاميركية الكاثوليكية، فرحين ومبتهجين بحضور ممثلي قداسة البابا بينهم. تقدم موكب المحتفلين: راية الصليب الحي ومن ثم موكب فرسان كولومبوس، وشمامسة كنيسة مار افرام، ومن ثم عدد من الكهنة المشاركين في الاحتفال يتقدمهم الإنجيل المقدس، ومن بعدهم سعادة السفيرين والمطران فيليبي استيفز مطران ابرشية سان اوغسطين في جاكسونفل \ فلوريدا الذي دعم الرعية ولازال بمحبة وتفانٍ وسيادة راعي الأبرشية الي ترأس الإحتفال.
 
دخل المحتفلين هيكل الكنيسة مع ترتيلة بالسريانية (تاو بشلوم – هلمّ بسلام) التي تُرَتّل اثناء استقبال الاحبار.
 
مباشرة أطلق سيادة راعي الأبرشية كلمات الفرح والسرور والبهجة باستقبال سعادة ممثلي قداسة البابا، وعبّر بالنيابة عن كل أبناء الأبرشية عن شكره وامتنانه لقداسة الحبر الأعظم مار فرنسيس والمتمثل بحضور سعادتهما على كل ما قدّمه ويقدمه من خدمة من اجل الارتقاء بواقع مسيحيي الشرق نحو الأفضل، ولتثبيتهم في الايمان وليعيشوا الشهادة الحقيقية للإيمان في ظل اخطار الحرب والدمار الذي يعصف الشرق.
 
ومن بعد رتبة الكلمة، كانت عِظّة سعادة السفير البابوي المطران كريستوفر بيير والتي حث فيها المؤمنين على عيش الايمان الحقيقي من خلال التحضير لعيش حدث الميلاد. واستناداً إلى نص الإنجيل الخاص بذلك الاحد (أحد زيارة مريم لنسيبتها اليصابات بحسب طقس الكنيسة السريانية الكاثوليكية) حث سعادة المؤمنين على استقبال فرح البشارة كما استقبلته مريم من خلال إصغائها وسماعها وطاعتها للكلمة، وليس هذا فقط، فمريم لم تحتكر البشارة لها، وانما هرعت مسرعة إلى نسيبتها اليصابات لتشاركها فرح البشارة، ولتتضامن مع اليصابات وزكريا في حدث البشارة بولادة يوحنا بعد عقر دام سنين طويلة. مريم لا تعيش الانانية في ايمانها، وانما طاعتها لله علمتها كيف تشارك الفرح الحقيقي مع الاخرين ومن اجلهم. فالإيمان بالنسبة إلى مريم هو قبول إرادة الله ثم التامل به، فالانطلاق لتتميم إرادة الله بروح الطاعة والتواضع لخدمة الآخر بفرح ومهما كانت الصعوبات والتكلفة.
 
كان القداس، كما وكل القداديس، فرحاً سماوياً، عرساً للحمل، تخلله ترانيم جوقة الكنيسة الذين صدحت أصواتهم بابهى الكلمات والالحان معبّرين عن فرحة الكنيسة بالتهيؤ لاستقبال ملك المجد ومعبّرين عن سرورهم باستقبال سعادة ممثلي قداسة الحبر الأعظم.
 
واختتم القداس ببركة الختام أطلقها الأساقفة على المؤمنين وتبعها كلمة لسيادة المطران فيلبي استيفز راعي ابرشية سان أوغسطين في فلوريدا \ جاكسونفل. عبر فيها عن فرحته بقدوم ممثلي قداسة البابا وبتضامن المؤمنين مع الكنيسة من خلال حضورهم المبهر واشتراكهم في الذبيحة الإلهية. دعا المؤمنين إلى التمسك بالكنيسة، والابتعاد عن كل ما يؤثر على ايمانهم ويضعفه، ودعا المؤمنين إلى تقديم الأفضل للتعبير عن التضامن مع الكنيسة من خلال الصلاة من اجل اكليروس الأبرشية وفي مقدمة الأبرشية أسقفها، وقد ذكّرنا سيادته بتعليم شفيع كنيستنا الإنطاكية القديس إغناطيوس بقوله: “حيث الأسقف هناك الكنيسة” لتكون الأبرشية دائماً شاهدة لحقيقة الرب يسوع. وفي الموضوع ذاته، تابع سيادته مذكّراً قول القديس يوحنا الذهبي الفم بالتكلم عن الأسقف حيث يقول: “على الأسقف ان يجمع بين الوقار وسلامة النية، والصرامة والرحمة، والحزم ودماثة الخلق، وأن يكون مساعداً للآخرين دون ان يترجّى مكافأة، ومتواضعاً على غير دناءة، وأن يكون ذا حيوية ونشاط مع نعومة ولطفٍ”.
 
قدم في النهاية أبناء الرعية هدايا تذكارية للزائرين. وتمثلت كل من الهديتين بـ: علبة خشبية مزينة بزخرفة شرقية ودمشقية. تضمنت كل علبة بداخلها: الكتاب المقدس باللغة العربية ومسبحة الوردية.
بعدها خرج موكب المحتفلين ويتبعهم جموع المؤمنين إلى قاعة الكنيسة، حيث كان هناك فرح وعرس آخر. غداء على شرف الزائرين، شارك فيه جموع غفيرة من الإكليروس والمؤمنين. تخللتها كلمات حب وتقدير من الإباء الكهنة وممثلي مجالس الرعايا. شكروا فيها الزيارة المباركة لسعادة السفيرين وكل من حضّر وهيأ لهذه المناسبة.
 
يجدر بالذكر أن أبرشية سيدة النجاة للسريان الكاثوليك، حاضرة وبصورة فعّالة في مجلس الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة الاميركية، بشخص راعيها المطران مار برنابا يوسف حبش، الذي لا يكل ولا يمل ولا يأل جهداً في الالتزام بالاجتماعات الدورية التي يعقدها مجلس المطارنة، والذي لسيادة المطران حضور فاعل ومؤثر فيه، وخاصة في مداخلاته الجريئة والمعروفة لدى جميع الأساقفة الذي يبدون احتراماً لحضوره، ويجدر بالذكر أيضاً، ان سيادة مطران الأبرشية هو عضو في لجنة الأساقفة الاستشاريين في أمور الهجرة والتابعة للمجلس المذكور آنفاً.

Share this Entry

الأخت دولّي شعيا

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير