رحّب البابا فرنسيس يوم أمس الخميس بكلّ المرضى الشباب وعائلاتهم وكلّ العاملين في مستشفى الطفل يسوع Bambino Gesu في روما وشجّعهم على زرع الرجاء وشكر الرب لأنه “كشف لنا الطريق أمام المعنى الأساسي لوجودنا البشري”.
من بين مئات الأطفال الذين كانوا يلقون العلاج في مستشفى الفاتيكان كان يوجد أيضًا مرضى شباب آتين من العالم بمن فيهم 15 طفلاً من جمهورية أفريقيا الوسطى حيث تقوم مستشفى الطفل يسوع بتعاون وثيق معها من خلال مشاريع ضخمة مثل تلك الموجودة في الأردن وفلسطين واستطاعوا أن يقدّموا المساعدة الطبية للاجئين الأطفال الآتين من سوريا والعراق.
فسّرت رئيسة المستشفى بأنّ “مستشفى الطفل يسوع” موجود اليوم في 12 بلدًا ويهدف إلى تأمين الرعاية في منطقة أفقر الفقراء في العالم. ثم أصغى البابا إلى أسئلة طرحتها فالنتينا وإلى كلمات أدلتها بها فالنتينا والشكوك التي تراود لوكا الذي لا يزال في بداية حياته المهنية. وقال البابا لفالنتينا بإنه لا يملك جوابًا على السؤال الذي طرحته: “لمَ يتألّم الأطفال؟” وقال: “ليس لديّ جواب. حتى إنّ يسوع لا يملك جوابًا على ذلك إنما يسوع أظهر لنا الطريق حتى نعطي معنى للتجربة الإنسانية؛ لقد تألّم هو بذاته باذلاً حياته من أجل خلاصنا. كل ما يمكننا القيام به هو أن نكون قريبين من الطفل الذي يتألّم وأن نبكي معه ونصلّي معه وأن نتأمّل بيسوع المصلوب.
ثم حثّ البابا المسيحيين الذين يبحثون عن بلسم لجراح أقربائهم المتألّمين بأن لا يهملوا أبدًا قيمة الامتنان وأن نقول دائمًا “شكرًا”. وأوضح: “أن تقولوا شكرًا هو دواء ضدّ فاقدي الأمل وهو معدٍ. أن نقول شكرًا يعني أن نغذّي الرجاء والرجاء هو زاد الحياة المسيحية التي تسمح لنا بالمضي قدمًا نحو الأمام في كل يوم.
وأما عندما سأل دينو وهو واحد من العاملين في مستشفى الطفل يسوع بإمكانية تأمين أماكن أوسع للمرضى في المستشفى قال البابا: “من المهمّ أن نفتح قلبنا فالعناية ستهتمّ بالأمكنة الملموسة!”. ثم حذّر البابا من مغبّة اعتبار المستشفى كمكان لتصريف الأعمال حيث يتقاضى الطبيب والممرّض أجرهما ليس إلاّ مشيرًا إلى “واحدًا من أسوأ أمراض السرطان هو الفساد”.
ولم يتوانَ البابا أبدًا عن ذكر بأننا خطأة وعلينا أن نتعلّم من الأطفال حتى لا نكون فاسدين أبدًا. وتابع ليقول: “حياة من دون أحلام لا تليق بالله، حياة مستسلمة ومنهكة وفاقدة الحماس ليست بمسيحية”. وفي الختام، تحدّث البابا إلى سيرينا المحاورة الأخيرة والتي تحصّل علمها في مجال الطب عن القوّة المميزة والفرح الذي يتحلّى به كلّ من كرّسوا حياتهم وعطاياهم للآخرين: “إنها عطية!”