بعد ظهر الأحد، توجّه البابا فرنسيس إلى رعيّة ماريا خوسيفا لقلب يسوع في كاستيلفيردي في ضواحي روما، حيث كان ينتظره آلاف المؤمنين. وهذه هي المرّة الثالثة عشرة التي يكرّر فيها الأب الأقدس تلك البادرة نحو الضواحي منذ بداية حبريّته، بعد أن كان قد أوقف الزيارات المماثلة خلال يوبيل الرحمة.
وقد ترأس الحبر الأعظم القداس الإلهي في الخامسة والنصف من بعد الظهر، مركّزاً عظته على تفوّق الحبّ على الانتقام، وداعياً المؤمنين للصلاة إلى الله ليغيّر قلوب أعدائهم، ولمسامحة الأعداء وإظهار الرحمة التي تفتح درب القداسة وتجعلنا نبلغ الكمال الإلهي: “كونوا قديسين لأنّه قدوس، كونوا كاملين لأنّه كامل”.
كما وأشار أسقف روما إلى وجوب اتّباع الإنجيل وعدم الاستسلام إلى الانتقام ومشاعر الحقد، بل إلى المسامحة والصلاة للآخر.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الكنيسة المذكورة مكرّسة للراهبة الإسبانية ماريا خوسيفا سانشو دي غيرا (1842 – 1912)، مؤسِّسة “خادمات يسوع” اللواتي يتبعن لراهبات المحبّة، والتي بدورها طوّبها يوحنا بولس الثاني عام 2000.
من ناحية أخرى، التقى الأب الأقدس خلال زيارته المرضى وكبار السنّ ومن عمّدوا أولادهم خلال السنة المنصرمة، كما العائلات التي تساعدها منظّمة كاريتاس ومتطوّعيها (بما أنّ البلدة تضمّ عدداً كبيراً من الفقراء). وكما جرت العادة، كرّس الأب الأقدس بعض الوقت لسرّ الاعتراف.
من ناحيته، قال كاهن الرعيّة فرانشيسكو روندينيلي الذي تلقّى خبر زيارة البابا قبل الميلاد: “كلّ كاهن يحلم بأن تستقبل رعيّته الأب الأقدس، لكنني لم أكن أتأمّل ذلك… وعندما أخبرني الكاردينال بالزيارة، ارتجفت رجلاي وعجزت عن التعبير عن فرحتي بالكلمات”. وتكلّم الكاهن عن فرحة سكّان الرعيّة، مؤكّداً أنّ من يعانون من أمراض هم من عرضوا عليه المساعدة لتنظيم الاستقبال.