بعد انتخابه حبراً أعظم مساء 13 آذار 2013، كرّس البابا فرنسيس زيارته الأولى في صباح اليوم التالي للعذراء مريم في بازيليك القديسة مريم الكبرى البابوية. ومنذ تلك الزيارة الأولى، قام الأب الأقدس بأكثر من أربعين زيارة للبازيليك، لتسليم العذراء رحلاته الرسولية، ولشكرها بعد عودته منها، بحسب ما أورده القسم الفرنسي من زينيت.
كما وأنّ أسقف روما لا يتوانى أبداً عن التوجّه إلى مزارات مكرّسة للعذراء عندما يسافر، كمزار أباريسيدا في البرازيل، ومزار عذراء كوبري دي كوبا، وغوادالوبي في المكسيك.
ويمكن القول إنّ الحبريّة كلّها، التي سُلّمت لعذراء فاطيما في أيار 2013، هي مريمية، كما فهمنا من هذه البادرة الأولى، وكما تؤكّده لنا الرحلة القادمة للبابا إلى فاطيما في البرتغال، في 12 و13 أيار، لمناسبة مئوية الظهورات.
أمّا في 14 آذار 2013، فقد خلق البابا مفاجأة، عندما وصل إلى المزار بعد الثامنة صباحاً، تحت أنظار الأولاد المتوجّهين إلى مدارسهم والراشدين الذاهبين إلى أعمالهم، برفقة مدير الدار الحبريّة ونائبه. ولدى وصوله، وضع البابا بنفسه باقة أزهار أمام أيقونة العذراء “خلاص الشعب الروماني”، وصلّى حوالى 10 دقائق، ليتوجّه بعدها إلى كنيسة سيستين في البازيليك المريمية. بعد ذلك، صلّى أيضاً أمام قبر القديس بيوس الخامس، وألقى التحيّة على طاقم البازيليك.
وهذه الزيارة “الخاصّة” لمريم التي لمست قلوب سكان روما ستبقى مطبوعة في أذهانهم، خاصّة وأنّ البازيليك تحتضن أيقونة العذراء المرسومة على خشب من الأرز، والتي يتعبّد لها كثر منذ القرن الثالث عشر.