أيُّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزاء، تحمل رسالة الرسول بطرس الأولى دفعًا رائعًا ويمكنها أن تبعث تعزية كبيرة وسلامًا إذ تجعلنا نفهم كيف يكون الرب بقربنا على الدوام ولا يتركنا أبدًا لاسيما في الأوضاع الأكثر حساسيّة وصعوبة في حياتنا. تجد هذه الرسالة جذورها مباشرة في الفصح، جوهر السرّ الذي سنحتفل به وتجعلنا ندرك هكذا النور والفرح اللذين ينبثقان من موت وقيامة المسيح. إن المسيح قد قام حقًّا وهو حيٌّ ويقيم في كلِّ فرد منا. ولذلك يدعونا القديس بطرس بقوّة لنعبده في قلوبنا. هناك أقام الرب لحظة عمادنا وهناك لا زال يجدّدنا ويجدد حياتنا ويملؤنا بمحبّته وملء روحه. لذلك يطلب منا الرسول دَليلَ ما نحن علَيه مِنَ الرَّجاء. نفهم إذًا أنّه لا يجب أن نقدّم دليلاً على هذا الرّجاء على الصّعيد النظريٍّ أو بالكلام، ولكن بالأخص من خلال شهادة الحياة وذلك داخل الجّماعة المسيحيّة كما خارجها. أيها الأصدقاء الأعزاء، إن كان المسيح حيًّا ويقيم فينا وفي قلوبنا ينبغي علينا إذًا أن نسمح له بأن يظهر من خلالنا ويعمل بنا. هذا يعني أنّه ينبغي على الرب يسوع أن يُصبح أكثر فأكثر مثالنا في الحياة وأنّه ينبغي علينا أن نتعلّم أن نتصرّف مثله. إذ لا يمكن للرجاء الذي يقيم فينا أن يبقى في داخلنا وفي قلوبنا، وإنما ينبغي أن ينبعث خارجًا آخذًا الشكل الرائع والمميَّز للوداعة والوقار والمحبّة تجاه القريب وصولاً إلى المغفرة لمن يُسيء إلينا.
أُرحّبُ بالحجّاجِ الناطقينَ باللغةِ العربيّة، وخاصّةً بالقادمينَ منالشّرق الأوسط. أيّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزّاء، كلّ مرَّة نقف إلى جانب الأخيرين والمهمّشين أو لا نردَّ على الشرّ بالشرّ بل نغفر ونبارك، نسطع كعلامات رجاء حيّة ومنيرة وهكذا نصبح أدوات تعزية وسلام بحسب قلب الله. ليُبارككُم الربّ!
© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2017
© Copyright – Libreria Editrice Vaticana