الصّليب جوابٌ عن لغز العذاب
-إن قبلتَهُ جيّدا يكون صليبك مفتاح ذهب:
– مفتاح ذهبٍ يغلق أمامك الجحيم، لأنّ الوجع ينشلك من الخطيئة.
– مفتاح ذهب يغلق أمامك المطهر، لأنّ الوجع يطهّرك وينقّيك وأنت على الأرض.
– مفتاح ذهب يفتح لك السّماء، لأنّ الوجع يحفظك من الخطيئة.
أبونا يعقوب الكبّوشيّ
“الصّليب” كلمة …العذاب وشاحها، والأنين هتافها، والمجد لسيّدها يسوع المسيح…
أبونا يعقوب “رسول الصّليب”، والمصلوب هو نبض الحياة في مهجته، منه استمدّ صلابة الاستمرار والبقاء بالرّغم من كلّ الصّعاب، والمشقّات الّتي فرضتها عليه حياة التّقشّف والإماتة.
هو رجل الحزم والإرادة الّذي لا ينحني أمام صعوبة تعترض رسالته …إنّه المكافح والبطل الّذي لا تقوى عليه شدّة لأنّ روح الله تسكب فيه أشعّتها، فتتوهّج في كيانه قدرةً قدسيّة فائقة. لأجل ذلك عانقت فضيلة القوّة سائر الفضائل ليبلغ حدّ القداسة…على مثال الصّليب الذي لا ينهزم استمرّ ثابتًا في إيمانه حتّى الرّمق الأخير.
حافظ الطّوباويّ يعقوب على الإماتة في نذره فأمات كلّ لذّة في حياته. أنهك جسده لخدمة رسالته، فاتّحاده بالرّبّ جعله يفرح بألمه ويعيش الصّبر، لأنّ همّه الوحيد “إرضاء صليب الرّبّ حبيب القلب”. مهما ثقلت صلبان حياته كان إيمانه القويّ يبثّ فيه العزم إذ كان يستمدّ قوّته من الإله المصلوب، وخلاصه كان من شغفه بخشبة الخلاص.
كانت جراحاته بلسمًا، طيّب به جراح القريب وخفّف من عذابات المصلوب. طريق جلجلته كانت خطوات نحو السّماء.
رسالته رزمة صلبان يحملها كلّ يوم ،والفرح المرتسم في بهاء عينيه يبثّ فيه القوّة، إذ يتحوّل الصّليب إلى زنابق حبّ وفرح تنشر طيوبها في نفسه رجاءً وخلاصًا….
أبونا يعقوب هائمٌ بالصّليب، يتّكل عليه فيعيش الصّبر والابتسامة وحلاوة الرّسالة الّتي أرادته المشيئة الإلهيّة أن يكرّس لحظات حياته لها.
كم هو رائع أن نتّصف بالقوّة وعدم الاستسلام أمام المحن !!!
كم هو رائع أن نعيش فرح المشيئة الإلهيّة، ونؤمن أنّ الصّليب هو خلاصنا، به نقوى … به تحلو لحظاتنا لأنّه يجعلنا نسمات حبّ في حقول الفرح الإلهيّ…
فيكتوريا كيروز عطيّة