كنّا قد بدأنا في مقال سابق بتلخيص أبرز ما ورد في حديث البابا مع الصحافيين على متن طائرة العودة من القاهرة إلى روما، وسنتابع المواضيع التي تطرّق إليها الحبر الأعظم، بحسب ما ورد في مقال أعدّته أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
المهاجرون
من بين الأسئلة التي طُرحت على الحبر الأعظم، برزت تلك التي تمحورت حول “مبدأ الشعبيّة” في أوروبا، والانتخابات الرئاسيّة في فرنسا، فلفت البابا النظر في جوابه على موضوع الهجرة: “صحيح أنّه في أوروبا، هناك خطر التفكّك. هذا صحيح؛ قلت ذلك في ستراسبورغ عام 2014 ولدى تسليم جائزة شارلمان سنة 2016، ومؤخّراً في 24 آذار الماضي. أوَليس علينا التأمّل في هذا؟ ثمة مشكلة تخيف أوروبا وقد تكون تغذّي هذا الموضوع: مشكلة الهجرة. لكن دعونا لا ننسى أنّ أوروبا صُنعت من قرون وقرون من المهاجرين… لكنّها مشكلة علينا أن ندرسها جيّداً فيما نحافظ على احترامنا لجميع الآراء الصادقة… إنّه نقاش سياسي كبير بالأحرف العريضة، وليست السياسة الصغيرة التي تُنتسى في النهاية”.
مخيّمات اللاجئين
سأل صحافيّ البابا إن كان استعماله تعبير “معسكرات اعتقال” لمخيّمات اللاجئين – خلال إلقائه كلمة ضمن الاحتفال بالشهداء في جزيرة تيبيرينا (في 22 نيسان الماضي) – زلّة لسان. فأجاب الحبر الأعظم: “هناك مخيّمات للّاجئين هي حقاً معسكرات اعتقال، وقد تكون موجودة في إيطاليا أو في مكان آخر، لكن بالتأكيد ليس في ألمانيا. فكّروا في ما حصل في شمال أوروبا عندما أرادوا عبور البحر للوصول إلى إنكلترا: علقوا هناك”.
حالة جوليو ريجيني
طُرِح على البابا سؤال حول جوليو ريجيني وهو إيطالي في الثامنة والعشرين وُجدت جثّته في إحدى ضواحي القاهرة، وكانت تحمل آثار تعذيب، وذلك في 3 شباط 2016. أمّا السؤال فكان إن ناقش الحبر الأعظم الأمر مع الرئيس السيسي. وقد قال الأب الأقدس إنّه لا يفصح أبداً عن محتوى حديث خاص إلّا في حال تمّ الاتّفاق مسبقاً على الأمر. لكنّه أضاف: “أنا منشغل بالأمر. ومع الكرسي الرسولي، تدخّلت في المسألة نزولاً عند طلب والديه أيضاً، لكن لن أقول أين ومتى تمّ هذا التدخّل”.
أهمية القيم
فيما يتعلّق بعمل الحكومات وبأهمية السلام والتناغم بين الشعوب والمساواة بين المواطنين مهما كانت ديانتهم، قال البابا: “أنا أتكلّم عن القيم، وليرَ كلّ شخص وليحكم إن كانت حكومة معيّنة أو بلد معيّن يعزّز تلك القيم”.
مسيرة الوحدة
بالنسبة إلى اضطهاد المسيحيين، كرّر الحبر الأعظم أنّ “هناك اليوم شهداء أكثر من القرون الأولى، خاصّة في الشرق الأوسط”، مشدّداً على كون الموضوع مهمّاً على مستوى وحدة المسيحيين: “إنّ المسكونيّة تتحقّق عبر السير، مع أعمال المحبّة، بهدف المساعدة، أي تحقيق العمل معاً عندما يكون ذلك ممكناً… إنّ المسكونيّة السكونيّة غير موجودة. صحيح أنّه على اللاهوتيين أن يدرسوا وأن يكونوا متّفقين، لكن هذا لن يحصل إلّا إن قمنا بالمسيرة”.