طبعت رحلة البابا فرنسيس إلى القاهرة المصريين بعمق، بحسب ما قاله القادة الكاثوليك. فبناء على ما ورد في مقال من إعداد دايل غافلاك نشره موقع catholicherald.co.uk الإلكتروني، صرّح الأب رفيق غريش الناطق باسم الأساقفة المصريين أنّ “زيارة البابا كانت بركة كبيرة للمصريين المسلمين كما المسيحيين، إذ رفعت معنويّات الشعب المصري، خاصّة بعد اعتداءات يوم أحد الشعانين”. وأضاف الأب غريش أنّ الحبر الأعظم أعطى الجميع رسالة حبّ وسلام وأمل.
ومع ذلك، يعتقد الأب غريش أنّ حماية المسيحيين والمصريين الآخرين من العنف المتطرّف قد يكون صعباً، وأنّه لا يمكن القول إنّ المسيحيين سيكونون بمأمن بعد زيارة البابا، لأنّ الإرهابيين موجودون دائماً. “علينا أن نصلّي وأن نطلب إلى الله أن يساعدنا كي لا نختبر أكثر من الذي اختبرناه”.
من ناحيته، قال الأب سمير خليل سمير اليسوعي إنّ زيارة الأب الأقدس للكاثوليك في مصر “كانت حدثاً إيجابياً بغاية الأهمية، بل الأهمّ أنّها كانت تحسيناً تاريخيّاً في العلاقات المسكونيّة بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية القبطية”.
وأضاف الأب سمير أنّ مصر تشهد الكثير من الزيجات بين الكاثوليك والأرثوذكس، ممّا كان يتطلّب خضوع من ينضمّون إلى الكنيسة الجديدة إثر زواجهم إلى معمودية ثانية. “كان هذا الأمر محزناً، لكن الآن اتّفقت الكنيستان على الاعتراف بسرّ بعضهما البعض، وتعهّدتا أن تتابعا العمل نحو وحدة أكبر”، في إشارة إلى احتمال توحيد تاريخ عيدَي الميلاد والفصح.
أمّا عن لقاء البابا بالرئيس السيسي فقد قال الأب سمير إنّ الرجلين توصّلا إلى تفاهم أفضل، “وهذا مهمّ بالنسبة إلى مسيحيّي البلاد الذين هم من المجتمعات الأقدم في الشرق الأوسط. وعبر لقاء السيسي وتبادل علاقة طبيعية وإيجابية معه، يكون البابا يدعم الشخص الوحيد الذي يمكنه مساعدة المسيحيين وحمايتهم من الدولة الإسلاميّة”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الأب سمير هو لاهوتي كاثوليكي مصريّ مختصّ بالدراسات الإسلاميّة، كما وأنّه يعلّم في المعهد الحبري الشرقي في روما، وفي جامعة القديس يوسف في بيروت.