“بهدف حمل البشارة، على المعمّدين أن يبحثوا عن قلق الناس أي ما يشعر به الآخرون… ما يفكّرون به… من بينها الأشياء الخاطئة” هذا ما حثّ عليه البابا فرنسيس اليوم أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا. وفي العظة التي نقلتها إذاعة الفاتيكان في القسم الإيطالي، تأمّل في العبارات الثلاث الواردة في القراءة الأولى حيث يعمّد فيليبس الحبشي (أعمال 8، 26 – 40). العبارة الأولى: قم فامضِ التي وجّهها الملاك لفيليبس وقال بإنها علامة لحمل البشارة.
في الواقع، في البشارة، لا يبقى الروح “جالسًا، هادئًا، لا! بل لكي نكون أمناء للرب، على الكنيسة أن تقف وأن تسير…. كنيسة لا تقف ولا تسير تصبح مريضة، منغلقة في عالم الصدمات النفسية والروحية… منغلقة ومن دون آفاق”.
“”تقدّم والحق هذه المركبة” إنها العبارة الثانية التي تأمّل البابا من حولها اليوم: “كل الرجال وكلّ النساء يملكون قلقًا في قلبهم، أكان قلقًا سلبيًا أم إيجابيًا ولكنه موجود على الدوام. أصغِ إلى هذا القلق. لا يقول: “إذهب واقتنص” بل “إذهب وأصغِ” من هنا، الإصغاء هو الخطوة الثانية وبذلك يكون الانطلاق الخطوة الأولى والإصغاء هو الخطوة الثانية.
ركّز البابا كثيرًا على “القدرة على الإصغاء”: ما يشعر به الآخرون، ما يشعر به قلب هؤلاء الأشخاص، ما يفكّرون به…. هم يفكّرون بأمور خاطئة؟ إنما أريد أن أصغي إلى هذه الأمور حتى أفهم جيدًا قلقهم. كلنا يملك القلق في قلبه. المرحلة الثانية التي تقوم بها الكنيسة إذًا هي البحث عن قلق الناس”.
وتابع البابا: “عندما رأى الحبشي فيليبس سأله إن كان النبيّ بهذا الكلام يعني نفسه أم شخصًا آخر ودعاه ليصعد إلى المركبة”. بعد التبشير الذي قام به فيليبس للحبشي، طلب هذا الأخير العماد بدافع من الروح القدس الذي “عمل في قلبه” وتابع مسيرته “بفرح”. وأشار البابا: “هذا هو فرح المسيحي. الفرح بأن نكون مسيحيين حتى في الأوقات الصعبة”.
وهنا بيّن البابا “ملخصًا عن تاريخ الكنيسة” المذكور في أعمال الرسل: التبشير، العماد، الاهتداءات، العجائب، الاضطهادات، الفرح، “حتى الخطيئة الدنيئة التي يرتكبها بعض الأشخاص بتقرّبهم من الكنيسة من أجل مصالحهم الشخصية”.
ثم ختم البابا عظته قائلاً: “لتكن الكنيسة بحال النهوض والخروج، “فلتصغي” ولتجد الكلمات الملائمة لتتلفّظ بها بنعمة الروح القدس وأن تبقى دائمًا في حال الفرح. إنّ الكنيسة الأم تولد في العالم الكثير من الأبناء بهذه الطريقة التي ليست اقتناصًا وإنما عبر أسلوب الشهادة للطاعة فتقول لكل فرد منا اليوم: “إفرح!”