يمكننا إيجاز معنى التعليم المسيحي هنا أنه مسار لتطوير الشخص كنموذج للمسيح، وضعت أسسه في المنزل، وبني في شراكة داخل المجتمع، الرعية والمدرسة الكاثوليكية، ليكون معلم التعليم المسيحي في النهاية هو المشارك المكلف في هذا التعاون.
أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل، وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ (متى 5: 14-16).
ألا يتذكر كل منا معلم رائع ألهمنا وشجعنا في طفولتنا؟ وألا نتذكر جميعاً مدرساً فظيعاً أحرجنا أو جعلنا نشعر بأن لا قيمة لنا؟ تلك فكرة بسيطة عن التأثير القوي الذي يتركه المعلم في نفوس الطلاب، فيا له من تأثيرٍ يدوم مدى الحياة ولا يمكن الاستهانة به، كمعلمين، نحن مدعوون أن نكون على مستوى هذه المسؤولية، فعلى الرغم من كل الضغوطات والمتاعب اليومية التي قد تواجهنا، لدينا الامتياز والالتزام أمام الله لإظهار ثمار الروح عند العمل مع طلابنا، والديهم، وزملاء العمل لدينا، والسعي للقيام بكل شيء بتميز، ليستطيع الآخر رؤية الاختلاف فينا من خلال أعمالنا، فأقوى شاهد يمكن أن يكون لدينا هو إظهار حب المسيح من خلال الطريقة التي نعيش فيها حياتنا، كما يقول البابا القديس يوحنا بولس الثاني “إن معلم التعليم المسيحي هو أكثر من معلم، إنه شاهد لإيمان الكنيسة”.
فكيف يمكن أن يكون معلم التربية المسيحية معلماً فعالاً قادراً على إحداث التغيير؟
- معلم التعليم المسيحي رسول الكلمة وحامل الرسالة: عندما يخبرك الطالب “أن المادة مملة” لا تشعر بالإحباط ولكن راجع ذاتك، هل تقوم بنقل المعلومة فقط (Inform)؟ أم تهدف إلى تنشئة روحية للطالب (Form)؟ أم أنك تسعى إلى جعله مؤمناً صالحاً ومشاركاً في الكنيسة (Transform) ؟.
- تعلّم كيفية تجديد عقلك واتخاذ نهج جديد لتحديات التدريس: في حال شعرت أن الخلل يكمن في أساليب التدريس والعرض للمادة، حاول التجديد والبحث عن الوسائل المبتكرة والفعالة واسعى لاستخدامها.
- تمكين الطلاب من بناء علاقة مدى الحياة مع المسيح: يختلف التعليم المسيحي عن التعليم الرسمي اختلافاً جذرياً فالتربية الدينية ليست مادة دراسية كباقي المواد، إنها تهدف إلى بناء علاقة مدى الحياة مع المسيح، إنها “لقاء”، وأنت في هذا اللقاء مُيسّر ومُسهّل ومرافق ولست معلماً فقط.
- ترجم خبرتك الروحية إلى لقاء تعليم مسيحي: اعمل على جعل لقاء التعليم المسيحي لقاءً حميماً بين الطالب والآخر يقوم على أساس الشركة الكنسية، فيكون بذلك لقاءً بين الطالب والله، الطالب والكنيسة، الطالب والمجتمع، والطالب والذات.
- التعليم المسيحي مسيرة نمو روحي وحياتي: تعامل مع كتاب التربية الدينية على أنه وسيلة تساهم في إغناء هذه الخبرة والمسيرة الروحية لا كمنهج دراسي تسعى فقط لإنهائه.
وضع التربوي إدغار ديل خلال الستينات نظرية يقول فيها أن المتعلم يحتفظ بمزيد من المعلومات عن طريق ما يفعله في مقابل ما “يسمع” أو “يقرأ” أو “يلاحظ”، وهو ما أصبح يُعرف اليوم “بالتعلم عن طريق العمل” حيث يكشف من خلال هذه النظرية أن تقنيات “التعلم عن طريق العمل” تؤدي إلى حفظ ما يقارب 90٪ من المعلومات، فالشخص يتعلم أفضل عندما يستخدم أساليب التعلم الإدراكية وفقاً لديل، هذه النظرية هي أداة لمساعدة معلم التربية المسيحية على تصميم الأنشطة التي تعتمد على المزيد من التشارك والتي تؤدي بدورها إلى مزيد من النمو في معرفة الله بشكل أعمق وأكثر شخصية من خلال: الصلاة المرافقة للتعليم الفردية والجماعية، حضور المسيح في الغرفة الصفية، تحويل العقل والقلب لعلاقة حميمة مع شخص المسيح.
أفضل وسيلة لتكون حقاً معلم التربية المسيحية الفعّال هي أن تكون شاهداً من خلال أسلوب حياتك، فاظهر الاحترام لطلابك وتقاسم الفرح والسلام الذي وجدته في الله معهم.