“هل نستطيع أن نكمل مسيرتنا المشتركة نحو المائدة الإفخارستية نفسها وأن ننمو في المحية والمصالحة؟” هذا ما تمنّاه البابا فرنسيس في الرسالة التي وجّهها إلى البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لمناسبة اليوم العالمي للصداقة بين الأقباط الأرثوذكس والكاثوليك في 10 أيار 2017. هذا وأكّد البابا صلواته “الحثيثة” من “أجل السلام في مصر والشرق الأوسط”.
عشرة أيام مضت على عودته من مصر (28-29 نيسان) والبابا يشكر البطريرك على “استضافته له” وعلى “اللقاء المؤثّر والصلاة المشتركة بين الإخوة في المسيح”. وقال: “أنا ممتنّ بشكل خاص على الأواصر الروحية التي تجمع كرسي القديس بطرس بكرسي القديس مرقس…. إني ممتنّ بشكل خاص على تعزيز وحدتنا في جسد المسيح الأوحد والتي ننالها بالمعمودية إذ أعلنّا بشكل متبادل بأننى نسعى جاهدين بضمير صالح نحو إعادة سرّ المعمودية الذي تمّ منحه في كلّ من كنيستنا لأيّ شخص يريد الانضمام إلى الكنيسة الأخرى”.
ننقل إليكم النص الكامل للرسالة التي أودى بها البابا فرنسيس إلى البابا تواضروس الثاني بحسب ما ورد في موقع الفاتيكان:
أيها الأخ الحبيب،
بعد زيارتي إلى مصر واللقاء المبارك مع قداستكم بالقاهرة، ومسترجعًا الذكرى الرابعة للقائنا الأخويّ يوم 10 مايو 2013، إني أغتنم هذه الفرصة كي أعبّر عن أخلص أمانيّ القلبية لكم بالسلام والصحّة، كما وعن فرحي وامتناني على الأواصر الروحيّة التي تجمع كرسي القدّيس بطرس بكرسي القدّيس مرقس.
أجدّد شكري العميق لكم على كرم الضيافة التي قُدِّمت لي، وعلى لقائنا المؤثّر، وصلاتنا المشتركة كأخوة في المسيح. وإني ممتنّ بشكل خاص، على تعزيز وحدتنا في جسد المسيح الأوحد والتي ننالها بالمعموديّة، إذ أعلنّا: “بشكل متبادل، بأننا نسعى جاهدين، بضمير صالح، نحو عدم إعادة سرّ المعموديّة الذي تمَّ منحه في كلٍّ من كنيستينا لأيّ شخص يريد الانضمام للكنيسة الأخرى”. إن أواصر الأخوّة “تحثّنا على تكثيف جهودنا المشتركة للمثابرة في البحث عن الوحدة المنظورة في التنوع، تحت إرشاد الروح القدس”.
يعضدنا طيلة هذه المسيرة مِثال الشهداء وشفاعتهم القويَّين. لنكمل إذًا مسيرتنا المشتركة نحو ذات المائدة الإفخارستيّة، وننمو في المحبّة والمصالحة.
وأؤكد لقداستكم مواظبتي على الصلاة من أجلكم ومن أجل السلام في مصر وفي الشرق الأوسط كافة. وأسأل الروح القدس، في زمن القيامة هذا، سرّ القوّة والحنان، أن يملأ القلوبَ بالنعم السماوية ويشعلها بنار محبّته. وليضفِ علينا روحُ السلام بوفرة الرجاءَ والوفاقَ والانسجام.
بهذه المشاعر، وفي هذه المناسبة العزيزة التي أصبحت معروفة، وبحقّ، بيوم الصداقة بين الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة والكنيسة الكاثوليكيّة، إنّي أبادلكم عناق سلام أخويّ بالمسيح ربنا.
من الفاتيكان، 10 مايو 2017