“إنّ حياة كلّ مسيحي هي مسيرة يعمّق فيها إيمانه” هذا ما قاله البابا فرنسيس اليوم أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا متأمّلاً بالقراءة التي قدّمتها ليتورجيا اليوم عن القديس بولس الذي يتحدّث عن تاريخ الخلاص الذي يوصل إلى يسوع.
وقال البابا بإنّ الكثير من الأمور والمفاهيم تغيّرت على مرّ الزمن فمثلاً العبودية كانت مقبولة في السابق ومع الوقت فهم الشعب أنّها خطيئة مميتة. وقال: “لقد أظهر الله نفسه في التاريخ وخلاصه يملك تاريخًا طويلاً. إنّ خلاص الله يسير نحو ملء الزمن وهو مسيرة قديسين وخطأة. كان للخلاص تاريخ عظيم وطويل حيث فيه “قاد الرب شعبه في الأوقات الجميلة والسيئة، في الحرية والعبودية، إنما هو يقوده نحو الكمال، نحو اللقاء بالرب في مسيرة يخطّها القديسون والخطأة. في نهاية المسيرة يوجد يسوع مع أنّ الأمر لا ينتهي هنا”. وتابع البابا فرنسيس: “في الواقع، لقد منحنا يسوع الروح القدس الذي يسمح لنا “أن نتذكّر رسالة يسوع وأن نفهمها وهنا تبدأ مسيرة ثانية.
العبودية وعقوبة الإعدام كانتا مقبولتين في السابق وأما اليوم فتُعتبرَان خطيئة مميتة
إنّ المسيرة التي نقوم بها من أجل “فهم شخص يسوع في العمق وتعميق الإيمان تفيدنا أيضًا في فهم الأخلاق والوصايا”. لقد أشار البابا إلى أنّ بعض الأمور التي تبدو وكأنّها طبيعية ولا تُحتسَب خطيئة أصبحت اليوم خطيئة مميتة. فكّروا مثلاً في العبودية: عندما كنّا في المدرسة، كانوا يقولون لنا بإنّ العبيد يؤخذون من مكان إلى آخر ويتمّ بيعهم إلى الغير…. هذه خطيئة مميتة. إنما هذا ما نؤمن به نحن اليوم وأما في السابق فكان يُعتبَر أمرًا مقبولاً لأنّ الناس كانوا يظنّون أنهم لا يملكون روحًا. كان من الضروري أن نسير قدمًا حتى نفهم الإيمان والأخلاق بشكل أفضل”.
شعب الله يقوم دائمًا بمسيرة حتى يعمّق إيمانه
أضاف البابا بأنّ المفهوم نفسه يُطبَّق على حرب الأديان. إنما وسط هذه التوضيحات في الإيمان والأخلاق نجد الكثير من القديسين، نعرف البعض منهم إنما يوجد أيضًا قديسون خفيّون والكنيسة مملوءة بهؤلاء القديسين الخفيين وهذه القداسة هذ التي تحملنا نحو ملء الزمن الثاني عند مجيء الرب في النهاية ليكون الكلّ في الكلّ.
وختم البابا: “لقد أرسل يسوع الروح القدس حتى نتمكّن من السير قدمًا والروح القدس بالذات هو الذي يدفعنا إلى السير: هذا هو عمل رحمة الله وداخل هذه المسيرة يسير كل فرد منا نحو ملء زمنه الخاص. يجب على كل واحد منا أن يسأل نفسه إن كان يؤمن بأنّ وعد الله كان يسير وأنّ الكنيسة تسير اليوم أيضًا…. يجب أن أفهم أنني في مسيرة وسط شعب يسير وأنني يومًا ما ربما اليوم أو غدًا أو بعد ثلاثين عامًا سألتقي وجهًا لوجه بالرب الذي لا يتركنا أبدًا بل يرافقنا في مسيرتنا”.