La Vierge de Fatima, sanctuaire de Fatima (Portugal)

هل نسينا أهمّ سرّ من أسرار فاطيما؟

رؤيا الجحيم

Share this Entry

إنّ تحذيرات العذراء مريم التي كانت نبويّة عام 1917 ما زال صداها يتردّد اليوم. فيوم الأحد 13 أيار 1917، وفيما كان فرانشيسكو وأخته ياسينتا ونسيبتهما لوتشيا يرعون خراف العائلة، ظهرت “سيّدة ملتحفة بالأبيض وأكثر بريقاً من الشمس”، لتبدأ بعد ذلك سلسلة ظهورات “من السماء” في منطقة فاطيما البرتغالية. ومع الوقت، كانت “السيّدة” تخاطب الأولاد، فتعطيهم رسائل وتحذيرات، أو تطلب إليهم صلوات وتوبة وصوم، بعد أن حملتهم على المجيء للقائها كلّ 13 من الشهر طوال ستة أشهر، في الوقت نفسه.

أمّا الأهمّ فيكمن في أنّها عهدت إليهم بثلاث رؤى أصبحت ما عُرف باسم “أسرار فاطيما”. ومع تركنا السرّ الأوّل لمعالجته في النهاية، نشير إلى أنّ العذراء في السرّ الثاني، حذّرت من حرب كبيرة ثانية أسوأ من الأولى التي كانت دائرة، في حال لم يتب العالم. ولتفادي هذا، طلبت “السيّدة” أيضاً أن يتمّ تكريس روسيا لقلبها الطاهر، وأن تنطلق عبادة السبت الأول من الشهر تعويضاً عن الخطايا.

غنيّ عن القول إنّ طلب العذراء لم يتمّ، وقد اندلعت الحرب وانطلقت الاضطهادات ومحو الأمم. فقام العديد من البابوات بتكريس روسيا إلى قلب مريم الطاهر… إلى أن أصبح يمكننا التكلّم بالإجمال عن “سلام نسبيّ”.

أمّا السرّ الثالث الأشهر الذي كان كناية عن رؤيا (للرعاة) خصّت الأب الأقدس الذي يعبر مدينة مدمّرة مليئة بالجثث، ليستشهد بعد ذلك مع الكهنة والرهبان والمؤمنين، فقد رأى فيه البابا القديس يوحنا بولس الثاني تحذيراً لمحاولة قتله في ساحة القديس بطرس في 13 أيار 1981.

إلّا أنّه برأي ستيفن بوليفنت الذي عبّر عنه في مقال نشره موقع catholicherald.co.uk الإلكتروني، لقد تمّ التغاضي عن السرّ الأوّل والذي هو الأهمّ!

ففي 13 تموز 1917، جعلت العذراء الأولاد يرون الجحيم. وكما قالت لوتشيا وقتها: “دامت الرؤيا للحظة… وإلّا كنّا لنموت من الرعب والخوف”.

الجحيم! لا أحد يتكلّم عن الجحيم في أيّامنا هذه، لأسباب وتعليلات عديدة. لكنّ المشكلة أنّ يسوع بنفسه لا يوافقنا الرأي؛ فوصفه دقيق في أناجيل مرقس (9 : 43) ومتى (13 : 42 – 50 و25 : 41). أمّا مريم وعندما تكلّمت عن “نيران الجحيم” فقد كانت ببساطة تكرّر صوراً استخدمها ابنها.

مع الاحتفال بمئويّة فاطيما، فلنفكّر في التالي: ماذا تقول الأناجيل عن عالمنا الحالي الذي شعرت والدة الإله أنّه قد ينفعه أكثر من إشارة سماوية منها؟ والسؤال الأهمّ هو: ما الذي يمكننا أن نفعله لأنفسنا وللآخرين لتحويل مجرى الأمور؟؟

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير