“لا تخجلوا من أن تكونوا كنزًا ثمينًا للكنيسة” هذا ما قاله البابا فرنسيس اليوم في أثناء القداس الذي احتفل به في فاطيما (البرتغال) لمناسبة مئوية الظهورات في 13 أيار 1917 للحجاج المرضى. “إنّ الرب “يعزّيكم حتى لو بطريقة خفيّة”.
اختُتِم الاحتفال بالسجود للقربان المقدس وبارك البابا المرضى بالقربان ووجّه إليهم بعض العبارات باللغة البرتغالية مشجّعًا المسيحيين على “التعرّف على جروحات يسوع” في المرضى: “يوجد أمام أعيننا يسوع مختبىء إنما حاضر في الإفخارستيا، كذلك لدينا يسوع مختبىء إنما حاضر في جروحات إخوتنا وأخواتنا المرضى والمتألّمين. على المذبح نحن نكرّم جسد يسوع؛ في هؤلاء الإخوة نجد جروحات يسوع”.
وقال في عظته: “يسوع يعلم ما معنى الألم، يفهمنا ويعزّينا ويمدّنا بالقوّة كما فعل تمامًا مع القديسين فرنشيسكو وجاسنتا مارتو وكلّ القديسين في أي زمان ومكان. أفكّر في الرسول بطرس الذي قُيِّد بالسلاسل في سجن أورشليم وكانت الكنيسة جمعاء تصلّي من أجله والرب عزّى بطرس. هذا هو سرّ الكنيسة: الكنيسة تسأل الرب أن يعزّي المنكوبين ويعزّيكم حتى لو بطريقة خفية؛ هو يعزّيكم في سر قلبكم ويواسيكم بقوّته”.
“المسيحي يعبد يسوع، المسيحي يبحث عن يسوع، المسيحي يعلم كيف يتعرّف إلى جروحات يسوع. اليوم مريم العذراء تردد لنا السؤال الذي طرحته منذ 100 عام على الرعاة: “هل ترغبون في أن تقدّموا ذواتكم للرب؟” والجواب: “نعم، نريد!” وهذا يساعدنا على فهم حياتهم والتمثّل بها”.
وتابع: “أيها المرضى الأعزّاء، عيشوا حياتكم كتقدمة للرب وقولوا للعذراء مثل الرعاة، بأنكم تريدون أن تقدّموا ذواتكم له من كل قلبكم… إشعروا بأنكم مشاركين في حياة الكنيسة ورسالتها. إنّ حضوركم الصامت إنما الفعّال أكثر من الكلمات، صلاتكم وتقدمتكم اليومية لآلامكم المتّحدة بآلام يسوع المصلوب من أجل خلاص العالم، هذا القبول الصبور والفرح لحالتكم هو مصدر روحي وتراث لكل جماعة مسيحية. لا تخجلوا من أن تكونوا كنزًا ثمينًا للكنيسة”.
“سيمرّ يسوع بالقرب منكم من خلال القربان المقدس حتى يعبّر لكم عن قربه منكم وعن حبّه لكم. سلّموه آلامكم وأوجاعكم وتعبكم. اتّكلوا على صلاة الكنيسة التي تتصاعد نحو السماء من أجلكم ومعكم. الله هو أب ولا ينساكم أبدًا”.